صِراعٌ مع اللّيل
يبدأُ الشّفقُ في التّحرّك
يأتي ليل الشّتاءِ
بِخُطًى متثاقلة
كمنْ يسرِقُ الفرح
من عيون الثّكالى
يزْحَفُ ظلامُه فينَا
يكتسِحُ أرواحَنا
يُكسّرُ صمتَ قلوبنا
تحت أضواء
الشوارع المُقْفرة
يبدأُ بردُهُ يتسلّلُ
إلى مشاعِرِنا
المُشتاقة للدّفء
اللّيلُ ينمو
و الجوُّ هادئ
وَ أنا وحدي في الفراغ
تَخِزُني قُشعريرة الرّياح
تتأرجح الخُطُوات بِبُطْإٍ
تجري الدّقائق
في سِباقٍ مع الزّمن
على رصيف المسافات
وَ لَوْ خيّروني
لاختَرتُ أبْعَدَها
أُطِلُّ من ثُقب النافذة
أُحاوِلُ العثور
على ضوء القمر
أُريد أن أستمِع
إلى همس الليل
وَ أرى روحي
تعزف لحن اللقاء
كَيْ تُكسِّرَ صراع الحياة
وَ تُزيح الألم الجاثم
في جدار صُدُورِنَا
أُريدُ أن أهزِمَ خيبة الأمل
وَ أقتل كآبة الحياة
وَ يستَمِرُّ القلبُ يَرتَشِفُ
رحيقَ ساعات الليل الأخيرة
تُغْرِيهِ رائحَة الهدوء
دون أن يُبالي
بِخُطورة منعطفاتِها
وَ يبقى ضجيج الرّوح
يلتَزِمُ السّكون
مُعلِنًا إنبِلاجَ فَجرٍ جديد
(منصف العزعوزي)
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق