( لاتَسأَلِيْ)
تَتَساءَلِيْنَ بِرَغْمِ آهاتِيْ الطَوِيْلَهْ
وَجِراحِ آمالِيْ وَأَحلامِيْ القَتِيْلَهْ؛
مِنْ أَيْنَ تَأْتِيْ بِالرُّؤى ياشَاعِرِيْ
وَتَحُوكُ رَوضَاً بِالعِباراتِ الجَمِيلَهْ؟
ياناثِراً بَيْنَ الخَرائِبِ دُرَّهُ
ياسائِراً لِطُموحِهِ بِخُطَاً ثَقِيْلَهْ
مِنْ أَيِّ مُلْهِمَةٍ تَصُوغُ قَصِيْدَةً ؟
فَاحَت بِعِطرِ قُرُنْفُلٍ وَخَمِيْلَهْ؟
أَوَمَا تَرى أَنّ الحَياةَ كَئِيْبَةً
أَمْسَت... .وَأَنَّ الُمُفْرِحاتِ قَلِيْلَهْ؟
عَجَباً ! أَلَيسَ الشِّعرُ مِرآةَ الدُّنا؟
أَم عِشْتَ دُنيا فِي الخَيالِ بَدِيْلَهْ؟
زَيَّنتَها بالوَهْمِ ختَّى أَشرَقَت..
بَيْنَ الحُروفِ تَرَكتَها مَعزُولَهْ؟
لاتَسأَلِي وخُذي الأُمورَ بَداهَةً
أَنا عالَمٌ .. أَنا غَابَةٌ مَجهُولَهْ
إِنْ ضنَّتِ الدُّنيا عَلَيَّ وَأَعرَضَت
أو حارَبَت فَنِّي بِكُلِّ وَسِيْلَهْ
لَمْ أَشْكُ مِنْها ..بلْ حَزِنْتُ لِجَهلِها
فَأَنا الطَّبِيْبُ لِأَنْفُسٍ مَعلُولَهْ
إِن كُنْتِ لا تَدرِيْنَ طَعمََ سَعادَةٍ
وَمُناكِ في رَوضِ الهَوى مَشْلُولَهْ
فَتَسَلَّلِي لِعَوالِمي وَتَجَوِّلِيْ
بِحَدائِقِيْ فَبِها الدُّروبُ ظَلِيْلَهْ
وَتَرَشَّفِي مِنْ صَفوِ عِشقِيَ خَمْرَةً
تَشفِي لِقَلبِكِ فِي الغَرامِ غَلِيلَهْ
شَلالُ وَجْدِيَ دائِماً مُتَدَفِّقٌ
وإِذا ظَمِئْتِ فَمُهْجَتِيْ مَبْذولَهْ
شعر ؛ زياد الجزائري
دمشق عام ١٩٩٥م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق