الجمعة، 12 يناير 2024

 الناس طبائع و أجناس 


عَجبْتُ لِمَرْءٍ يُريدُ اغْتراري

أرومُ هُداهُ و يبغي انْكساري


فكم من صديقٍ يُسَمّى صَديقاً

يلوذُ بنُكْرٍ و قُبْحِ فِرارِ


و رُبَّ نديمٍ خصصْتُ بسرٍّ

غدا السِّرُّ جَهْراّ كضوءِ نهارِ


و ذا قد نصحْتُ فضَيّعَ نُصْحي

و ذا قد رفعْتُ فهدَّ اعْتباري


فيا ويحَ مرْءٍ تهيَّبَ وَغْداً

و يا وَيْحَ وجهٍ تَزيّا بعارِ


يُسيءُ إلى مَن تحلّى بحِلْمٍ

يظنُّ التّسامُحَ ضعْفَ اقتدارِ


تجودُ عليه بفعلٍ نبيلٍ

يردُّ الصَّنيعَ بقُبْحِ شَنارِ


تُعاملُهُ في المجالسِ طيباً

يُضيّعُ كلَّ سَناً و وَقارِ


ألينُ فيَهْصُرُني مثلَ غُصْنٍ

أجافي فينعتُني بالشّرارِ


مددْتُ لهُ كفَّ خيرٍ و عَوْنٍ

فمدَّ إليَّ مَخالِبَ نارِ


تُحِبُّ  النّفوسُ وَقارَ عَظيمٍ

و ترْنو إليه بعَيْنِ انْبهارِ


تَهيمُ الطّيورُ بقمحِ الفخاخِ

و تأبى امتثالاً لصَوْتٍ البَراري


ٍفَراشٌ يطيرُ إزاءَ لَهيبٍ

فيَهوي سَفيهاً صَريعَ أُوارِ


شكوْتُ ارتياباً و وَهْجَ سَرابٍ

و لَمْعَةَ بَرْقٍ بشُحِّ انْهمارِ


فما كلُّ برقٍ يُبَشِّرُ غَيْثاً

و لا كلُّ زهرٍ يفوحُ بِدارِ


همُ النّاسُ..صنفٌ يُجازي بحُسْنى

و صنْفٌ يُجازي  بِكُنْهِ احْتقارِ


محمود أمين آغا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...