#زردنا❤️
#على_شمال_بلادالشام
من البحر البسيط
سليم بابللي
في البالِ يا زردنا في صفوةِ الذاكِره
من قبلِ عهدِ الصِّبا دوماً لنا حاضِره
في مُهجَتي تستوي،في خافقي ودمي
عاشَ الهوى ظِلَّها في غِبطةٍ غامرة
يا توءَم الروحِ و الأرواحُ تَنشُدُها
بالخيرِ مُذْ أُزلِفَتْ أجواؤها عامِره
في مَرتَعِ الخِصبِ آياتٌ لها سَمَقت
في كُلِّ لونٍ تَرى أطيافُها حاضِره
القلبُ يرنو لها و الرّوحُ في أملٍ
و الدّمعُ جمراً جرى من أعينٍ قاصِره
الدّهرُ سَدّاً بَنى و البُعدُ زادَ لهُ
جرحاً عميقاً طغى في القلبِ و الخاصِره
و الآهُ ثارت لِما في الجوف مِنْ أَلَمٍ
مِن غيمةٍ جثَمت في ليلةٍ غابِره
أبْكت عُيونَ المُنى في وقعِها و غَلت
سودَ الليالي أتت مِن أذرعٍ صاغِره
القلبُ أفضى لها سِرّاً فأضحكها
و الدّمعُ واسى لها لا تحزني عابره
هل تذكرينَ الرّحى كم عابرٍ طَحَنَتْ
أو حَطَّمتْ دِرعُها من أسهمٍ غادِره
البِرُّ في سَعيِها و الغارُ تَوجَها
كَفَّ البَلا كَفُّها في خُطوةٍ ظافِره
مِضيافَةٌ سَمحَةٌ و الجودُ ساحَتَها
كُلُّ الفُصولِ التي مرّت بها زاهِره
ما ضَرَّها ما نَما أو نَمَّ في غَدِها
من عوسجٍ إِنَّها في شأنِها قادِره
أفياؤها كوثرٌ مِنْ أخضرٍ ساحِرٍ
معذورةٌ شمسها لما بدت حائِره
ما كانَ مِن نَسلِها إلا و ذو حذَقٍ
يُعطي سَخاءً لِما حاكَت يَدٌ ماهِره
ما قيلَ عنها غَدا رمزاً لِهيبَتِها
مذكورةٌ دائماً في سيرةٍ عاطِره
يحكي رواةُ الرُّؤى عن أصلِها قِصصاً
و الكُلُّ أفتى بِها في نَشأةٍ نادِره
راياتُها في العُلا خفاقةٌ أبداً
مهما سماءٌ عَلت أفلاكُها دائِره
إذْ سِحرُها بائنٌ للناسِ في وَضَحٍ
في وصفِها مُنصِفٌ مَنْ عَدَّها باهِره
في أرضِها أَنشأت أسبابَ نَهضَتِها
أهدت بديعَ الجَنا في حِلَّةٍ فاخِره
يا جَنّةً أورفت و الظلُّ من عدنٍ
و الخلد رامت له أطيارها الزائره
بالعزِّ قامت و عينُ اللهِ تحرسُها
طيبَ المنى و الرُّؤى في أرضها وافره
سليم عبدالله بابللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق