الأحد، 17 ديسمبر 2023

 هوى الياسمين

هَذي الرُّبا مرتعُ الطُّفولةِ

والشَّقاوةِ والشَّبابْ

أَلِفتْ خَمائلها السُّنونو 

والدُّوري والغُرابْ

ماأروعَ الفجرَ الهادي

يزيِّنهُ السَّحابْ

غُيومُ الخيرِ فيها تُمطر

تَجلو الهمَّ والاكتئابْ

تضحكُ الأرضُ والشَّجرُ

والورودُ والأعشابْ

هُنا أرضيْ .. هُنا وطنيْ ..

هُنا جذوريْ .. لاأُحبُّ الاغترابْ

عبقُ الياسمينِ يَجري في عُروقي

كَما تَجري الخِضَابْ

أَيَا وطناً عشقتُهُ مُذْ وَطِأتْ

قدَمايَ طُهْرَ هذا التُّرابْ

هامَت بِكَ الرُّوحُ وارتشفتْ

عَذْبَ الشَّرابْ

هُنا تراقصتْ ضَحِكاتنا

والذِّكرياتُ مع الأصحابْ

أطفالا"كنَّا .. نتسلَّقُ الأشجارَ

 ونُلاحقُ السِّنجابْ

أيامٌ دوَّنتها الذَّاكرة

رائعةٌ بِلا ارتيابْ

أَيَا غُوطتي الخضراء

ياجنَّةَ الأعتابْ

كيفَ نَنسى.....

تشابكَ العناقيدِ والرُّمان

قُطُوفُها دانية الأعنابْ

ظلالٌ وارفة .. فَرَاشٌ وأزاهير ...

وجداولُ تنسابْ

تَعانقَ الزَّيتونُ والبيلسان

وكأنَّها لنا قائِلة:

لا مكانَ بيننا للأغرابْ

تلعثمتْ كلماتي في وصفكِ 

وانتحرَ الجمالُ على تلكَ الأبوابْ

لَزِمنا أَرضَنا عُمُراً

وسنبقى مابقيَ الكتابْ.


زهور عرابي 

دمشق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...