اذا كانت ذنوب الناس جهرا
و صار الخير مقرونا بشرا
و كانت الفة الذنب انتصارا
وصار الشر عند الناس خيرا
ولم تحسب ضمير الناس عزا
بفعل الخير بل قنعوا بغفرا
فقد هانت لعمرك عقل خلق
و حاز الخلق اثاما و كفرا
فقد حانت قيامة شر ناس
و ما من رحمة الا بعبرا
فمن لم يرض بعض العيش عسر
فكيف يظن ان الدين يسرا
و ما فجر الشروق بغير ليل
و لا خير بخلق دون صبرا
ومن سلك الحياة على حرير
و لم يعش الحياة بغير مرا
فذاك لعمرك المفتون فيها
ومن رضي الدنية كيف يبرى
فدرب الخير يسلكه همام
و ربك لن يعيد الكف صفرا
فما جور العباد عليك باق
و ربك يعلم الجهر و سرا
و لا جوع الورى يدني مماتا
و ربك قادر إبدال فقرا
فما قارون دام بها سروراً
ولا خمص البطون تدوم قهرا
فكم صابته انواع البلايا
و قد كانت له الاموال تترى
فما جار الزمان عليك الا
لتعلم إن بعد العسر يسرا
فما فاتتك من خير تراها
لتعلم إن للجبار أمرا
و لا تركن الى فعل المعاصي
و لا تجزع إذا ما نلت عثرا
سل الرحمن يا مكلوم صبراً
و جنات لها طيباً و عطرا
ولا تخش الممات اذا ادلهمت
وإن سل الحسام عليك جهرا
فلا تطلب عداوة من بجهر
و لم ينصب عداوته بسرا
وكن بالحق مستترا لتحيا
ولا تخش الممات ممات صقرا
شموس الفخر تعلي جنح حر
و قول الحق يعلي فيك ذكرا
و كن صبراً على دهر تجافا
و لا تركن لمن اعطوك عذرا
هي الدنيا بلاء ثم أجر
وخير الصبر ما قد كان أجرا
وحرب المرء لن تبق سجالا
تعش دنياك في كر و فرا
فكن فحل الحروب اذا تنادت
لعل ببعضها خيرا و نصرا
و ربك قادر ينجيك منها
((يبدل فيه من عسر ليسرا))
فلا تخش العباد وإن لمتعالوا
فرب الكون يجمعهم بحشرا
و كن بالله معتصما لتحيا
ولا تخش العباد أطعه أمرا
حياة ثم موت ثم بعث
وبعد البعث رضوانا وخسرا
أعيذك بالاله بأن تنالي
من الاشراك يوماً قول كفرا
و من كل الذنوب لعل ربي
ينلك بحشره خيرا و سترا
سالت الله رضوانا و عفوا
و من كل الذنوب ينلك غفرا
وإن يبدلك بعد الضيق وسعا
وإن يكسوك بعد العسر يسرا
فلا تخشين من دهر ظلوم
(ولو حمل الزمان عليك إصرا)
ضلام الدهر يبدله إلهي
يحيل العتم بعد الستر بدرا
فلا و الله ليس ذوو عقول
من اقتربوا من الآثام شبرا
فمن ينجيهم يوماً إذا ما
يضيع القول إن طلبوه عذرا
و من يركن لأثآم و جور
ينال بموته ناراً و جمرا
شيت العساف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق