الفصل الأخير
أغوص في أوحال عذاب مرير ملعون
كأني وقعت فريسة
لجوع شديد مفاجيء
لا سؤال ولا جواب
و يبقى الصمت سيد الموقف
لا حديث عن الأفق الرحيب
الجبال الراسيات
كأنها موج الخلود
النباتات تمد أعضاءها بالتحية
تغيرت الرؤية
حتى كأن انحناء الغصون
على جانب الطريق
يخفي ابتسامة الزهر
ودعابة الفصول
قلت لها متعجبا
حد الله بيني وبينك
كنا جسمان معجونان في جسم واحد
أصبحنا بسن الخامسة والعشرين
رغم أننا في سن متقدمة
ثم أردفت قائلا
كنا نعرف كيف وأين ومتى
ينضج الحب
ومتى تنضج فصوله الختامية
إذا كان من قدر الله
أن يمنحنا فرصة أخرى
ستصب كل هذه الروافد
في نهر المستقبل
مع تقدم العمر
ترتفع قيمة الوقت
تزداد الخبرة
وتضعف الصحة
مع سمفونيات الحياة
تظهر خلاصة عطر الحياة
يظهر صفاء القمم
وجلال السموق
قد أكتب الفصل الأخير من عطائي
وأنا مستذفئ
بعواطف الأهل حولي
من بنين وحفذة
كل شيء يسحب مني الرغبات
يسحب مني المخاوف والأوهام
كلها تلاشت
وحل محلها
خواء مطلق مريح
مع نسائم الفصل الأخير
بقلم ادريس لحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق