الجمعة، 25 أغسطس 2023

 الجزء الأول من قصيدة حوار مع قلبي 

على بحر الكامل 

وإن شاء الله سنكمل في جزءٍ آخر 

...........

البحر الكامل

حوار مع قلبي 

........   

وتقول لي عذرًا مضت ذي أحرُفكْ 

ما كان بين قلوبنا قد يجرحَكْ 


عجبٌ عَجَبْ ، في عذرها كلُّ العجبْ 

فوقاحةٌ في أمرها أَمْ تُحْرِجَكْ 


ياقلبُ قلْ هل ذي حبيبتكَ الَّتي 

أسكنتها غصبًا ورغما دقِّتك 


صوتٌ مضى من ثغرها قد هزَّني 

هل ذاك نَفْسُ الصَّوتِ غنَّى دمعتَك 


أم تلك روحٌ طافتِ الدنيا غُنَى 

كلُّ الكلامِ كَسَهْمِ سمٍّ يقتلك 


فتعود أخرى تعتري وكأنَّها 

شَجَرُ الخريفِ بدون أوراقٍ غدك 


ياقلبُ هَلْ ما زال شكٌّ يعتلي 

لا تركنِ النَّار الَّتي قد تحرِقَك 


أو ترتضي بريائها وخداعها 

إيَّاكَ من سِحرِ الغوى أن يخدعك 


ياقلبُ لا، لاترتمي خذْ عبرةً

منْ قبلِ أنْ فاهَ الخيانةِ يلقُفُكْ 


خذ غفوةً ذاك الغرامُ بِنَا هوى

إخلع رداء الضَّعفِ من نبْضتك 


وإذا تلاقتْ ذاتَ يومٍ عيننا 

قل للتلاقي حينها من حلَّلكْ 


لا تكترث لدموعِ عينٍ صابها 

ندمٌ بما أودت إلى ذي مصْرعك 


كلُّ الدُّمُوعِ على الورودِ تُنْدها 

ودموعها في عينِها قد تخْدعك 


لا تأمنِ البَسَمَاتَ من ثَغْرٍ روى 

زيفًا بقلبه بُرْهةً قد أسكنك 


قد صار جُرْمًا صِدقُ قلبٍ يا هوى 

أين الخُطَا يا قلبُ قد ، قد يأخذك 


هَيَّا استمعْ لحوارِ عقْلٍ يُرْشِدَك 

لا تعتصمْ لا تختزلْ من قُوِّتَك 


دندن معافًا وانتفضْ من غفوِتَك

وانظر بما يمليه حُكْمٌ ينصفك 


هيَّا انتظرْ  عشقًا حَيَا فيه الوفا 

راقب هدوءًا كيف سِرًّا يُنْتَهَك 


أوَ لَسْتَ قلبي أم غدوت بقاتلي 

مِنكَ البراءُ إذا لِنُصْحِي أَزْعَجَكْ 


ماذا تقولُ وَدَعْ شِجَاري نائيا 

هَلْ قلبُهَا أم أنت فينا مُشْتَرَكْ 


سيَّرْتني بِدُرُوبٍ لمْْ تكُ حُسْبَتِي

منْ حيثُ لا أدري أعيش المعترك 


لاتحسبنِّي تائهًا درب الهوى 

هذا المسيرُ بدا كبحرٍ يُغرقكْ 


قد خانك الحبَّ الَّذي قد خانني 

مُتْ في غرامٍ قد تفنَّنَ مقتلك 


لن أرتجي منك الهوى دمَّرْتني 

إيَّاكَ يومًا تحتميني أسحقك 


يكفي بما أصغيتُ حُمْقّا يكْفِنِي

فإلى متى أمضي وراء حماقتك 

..... ....

عثمان الأقرع سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...