الخميس، 13 يوليو 2023

 مقامات صلة الرحم ..


الرحم ثلاثة مقامات تضيق في بعضها و تتسع في البعض الاخر .تضيق في رحم الانساب  وتتسع في رحم الإنسانية حيث لا يكون الحكم على جزء مخصوص في الذات بل فيما يصدر من الإنسان في التصرف و العمل  والسلوك ."..( ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا  وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم  عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ."  )  والفصيلة  الثانية رحم الانساب التي تجعلك تدور في دائرة مغلقة لا تتجاوز محور دوران الأهل و الاقارب من الفروع و الاصول لذلك فإن مجالها ضيق بمبدا ...أخي أخي و إن جار علي... حيث يكون الرابط في هذه الصلة بعصبية العائلة  على اساس القرابة و إن كانت تتفاوت في توزيع التودد  بين من يعيش في يسر و يبسط بسخاء ."محنة ". و بين من يعيش في عسر و لكن بسخاء مودة . لذلك فهي سرعان ما تتقطع  اواصرها بسبب الطمع  وانقطاع ".المحنة " او رشوة التودد  إذا ما تحولت محبة الصلة الى عملة .و في المرتبة الثانية تأتي صلة العقيدة حيث لا تكون إلا بين اشخاص تربط بينهم شعائر دينية  وطقوس و كل طائفة تنظر إلى الأخرى بعين العدو لا برأفة الصديق لاختلافها في المنهج و المعتقد كالدين و الوطن و العرق و حتى اللون و اللسان و هذه التفرقة تضييق المقام و لا تسمح بالمحبة  ولا تساعد على نشر السلام  والتسامح بين بني الإنسان حين يكون الحكم في التفاضل على أجزاء مخصوصة في ذوات معينة ..(.لا فرق بين عربي و اعجمي و لا بين ابيض  واسود إلا بالتقوى  )  وجوهر التقوى تصافي القلب الذي لا يكون دواؤه إلا فضاء الانسانية الرحب .فهذه الصلة تذوب فيها انانية الانحياز... و يموت فيها الحقد على الاخر... و تنتحر فيها الاشواق.

فالصلات و إن اختلفت في مدار المقام فإنها تلتقي في المودة و في الجزاء فواصلها يوصل و قاطعها يقطع فحب الإنسان للإنسان واجب اقرته كل الشعائر الدينية... و حب الأخ لأخيه فرضه النسب... و حب المؤمن للمؤمن فرضه الانتماء  والمسلم من سلم الناس من لسانه  ويده  ( لن يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ) 

فإن كنت قد قصرت في صلة الرحم الضيقة فلا تجافي في الصلة الاوسع لتشملك رحمة الله التي.. وسعت كل شيء. ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء  واتقوا الله الذي تتساءلون به  الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ..) جزء مخصوص في الذات بل فيما يصدر من الإنسان في التصرف و العمل  والسلوك ."..( و جعنالكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن اكرمكم  عند الله اتقاكم ."  ).

عبد القادر بن محمد

الجزائر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...