مقامات صلة الرحم ..
الرحم ثلاثة مقامات تضيق في بعضها و تتسع في البعض الاخر .تضيق في رحم الانساب وتتسع في رحم الإنسانية حيث لا يكون الحكم على جزء مخصوص في الذات بل فيما يصدر من الإنسان في التصرف و العمل والسلوك ."..( ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ." ) والفصيلة الثانية رحم الانساب التي تجعلك تدور في دائرة مغلقة لا تتجاوز محور دوران الأهل و الاقارب من الفروع و الاصول لذلك فإن مجالها ضيق بمبدا ...أخي أخي و إن جار علي... حيث يكون الرابط في هذه الصلة بعصبية العائلة على اساس القرابة و إن كانت تتفاوت في توزيع التودد بين من يعيش في يسر و يبسط بسخاء ."محنة ". و بين من يعيش في عسر و لكن بسخاء مودة . لذلك فهي سرعان ما تتقطع اواصرها بسبب الطمع وانقطاع ".المحنة " او رشوة التودد إذا ما تحولت محبة الصلة الى عملة .و في المرتبة الثانية تأتي صلة العقيدة حيث لا تكون إلا بين اشخاص تربط بينهم شعائر دينية وطقوس و كل طائفة تنظر إلى الأخرى بعين العدو لا برأفة الصديق لاختلافها في المنهج و المعتقد كالدين و الوطن و العرق و حتى اللون و اللسان و هذه التفرقة تضييق المقام و لا تسمح بالمحبة ولا تساعد على نشر السلام والتسامح بين بني الإنسان حين يكون الحكم في التفاضل على أجزاء مخصوصة في ذوات معينة ..(.لا فرق بين عربي و اعجمي و لا بين ابيض واسود إلا بالتقوى ) وجوهر التقوى تصافي القلب الذي لا يكون دواؤه إلا فضاء الانسانية الرحب .فهذه الصلة تذوب فيها انانية الانحياز... و يموت فيها الحقد على الاخر... و تنتحر فيها الاشواق.
فالصلات و إن اختلفت في مدار المقام فإنها تلتقي في المودة و في الجزاء فواصلها يوصل و قاطعها يقطع فحب الإنسان للإنسان واجب اقرته كل الشعائر الدينية... و حب الأخ لأخيه فرضه النسب... و حب المؤمن للمؤمن فرضه الانتماء والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ( لن يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه )
فإن كنت قد قصرت في صلة الرحم الضيقة فلا تجافي في الصلة الاوسع لتشملك رحمة الله التي.. وسعت كل شيء. ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء واتقوا الله الذي تتساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ..) جزء مخصوص في الذات بل فيما يصدر من الإنسان في التصرف و العمل والسلوك ."..( و جعنالكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ." ).
عبد القادر بن محمد
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق