الخميس، 15 يونيو 2023

 البحر..

ذلك السحر الخالد...الذي يجبرك بلا ارادة الي الصمت 

لتستمع الي معزوفة تختلف..بلا أوتار...بلا أنامل تحركها 

دوي..صخب..هدير..ملحمة من ضجيج يقترب من عالم سحري عجيب..عالم بلا ضفاف...سماء بلا نهاية.

طائر النورس يضرب بجناحية دوي الأمواج. 

أي سحر هذا..؟

يزحف الليل ببطئ..شديد..بعد انحرفت الشمس للمغيب 

هناك من بعيد لامست صفحة البحر في هدوء كمن تغتسل من هموم نهار يوم طويل. 

بدت صفحة الماء في سكون..يقترب الهمس من بعيد...بخطوات متثاقلة..أقبلت علي استحياء..لزمت تلك الصخرة الصماء..يضربها الموج ...لطمات قوية متلاحقة..متتالية..الصمت حليفها..تتساقط منها القطرات كدمعات تنهمر من عيون ساهرة تسبح في عالم لانهائي من ذكريات طويلة مضت..

التصقت بالصخرة خشية السقوط..جالت ببصرها عبر الأمواج المتلاحقة..ألقت ماكان بجعبتها من أفكار سيطرت عليها منذ عدة أمسيات..

تلك العلاقة الوثيقة التي تشدها بحنين جارف لذلك المكان القصي

والبعيد عن الأنظار...لتحكي في وداعة..عن مكنون أسرارها

لتحمله الأمواج العاتية لعالم لا نهائي. 

كم تمنت أن تبحر وتصطحب ذلك الصمت الساحر..وهو يداعب الموج العتي..ودت أن تغوص في أعماقه..تتلمس ذلك السحر الدفين..سماء ترتجف علي صفحة الماء...قمر يتأرجح تتقاذفه الأمواج..نجوم تتبعثر هنا وهناك..غاصت بسحر خيالها الخصب

لتري عالم آخر..من الروعة والجمال..تمنت أن تمتلك رئة تتنفس تحت الماء..ودت أن تشيد معبدا..تتعبد وتسبح فيه بقدرة الخالق.

لنحلم....دعونا نحلم...مجرد حلم...لنقتل أوهام الواقع المر الأليم.

مرت الدقائق والساعات..وأنا أتقلب في فراشي..وأحلم..حلم ليلة صيف...بأمسية علي صخرة الأحلام..هناك علي الشاطئ البعيد.

*********

محمد المصري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...