الثلاثاء، 13 يونيو 2023


 في طريقِكِ. .

الى بيت الزوجيه

خاطرةٌ 

بقلم وعد الله حديد

في الخامس والعشرين من آب 2022

الحياة قِبَلَكِ ايتها الشابةُ ,انتِ التي ترومين الاقتران من رجلٍ غريب , لاتعرفيه في سابق الايام ولكنك ستكونين زوجةً له اليوم أو بعد يوم ستكونين له سنداً 

ويكون هو لكِ عونا في هذا الزمن المادي , اغدقي عليه حلو الكلام والابتسام

اكرميه يُكرِمكِ اصبري عليه في نزواته فسرعان ما يعود الى عقله وسابق عهدهِ . لا تبتئسي لا تتضجري ولا تذهبي باتجاه التكدر والكره وسوء الظن فلم يزل في الوقت متسعاً لتصحيح المسار. .

إنك شابةٌ ومشواركِ طويل . .

هذه الوصايا هي من اجلِكِ ,انها محصلةُ عمر طويل وتجارب كثيرةٍ إرتأيت ان القيها على مسامع كل صبيةٍ ستغادر بيت ابيها الى بيت الزوجية , إعملي بها واذكريني بخيٍرٍ بعدها ولن تندمي . .

غادري فراشك قبل ان يُغادره زوجكِ , الرجل يرتاح للزوجة التي تستيقظ قبله وتُهَيِأ طعام الفِطار ثم تأتي لتوقظه وهي مبتسمةً إبتسامة الرضا والقناعة , إبتسامةٌ مُدمجةٌ بعبارةٍ جميلةٍ هي (صباح

الخير حبيبي الغالي اتمنى انك قد نمت نوماً هانئاً )

أشك ان رجلاً عاقلاً سيلاقي كل هذه الحفاوة والاهتمام بأن يقول (إغربي عن وجهي ) إنه إذاً سافلٌ ووضيع , الاحرى به أن يُثني عليكِ ويقابل إبتسامتك بأحسن منها وسوف ينتقي عباراتٍ

بمستوى العبارات التي بادرتِهِ بها والتي تقطر عسلاً ,

إن العبارات المعسولةِ مصحوبةً بابتسامةٍ رقيقةٍ ستخفف الكثيرمن الضغط والتوتر إن وجدت وتمتص مظاهر الغضب وتوقف التقاذف بالكلمات الخارجة عن العرف وعن الذوق  وتتجاوز مرحلة

التراشق بالاطباق وبغيرها.

لو ان الزوج اتى فِعلاً مُسيئاً او تفوه بكلمةً مؤذيةٍ لا تليق بمقامكِ او خرج عن طوره الذي اعتدتِ عليه , أتركي المكان الذي تجتمعان فيه واذهبي  الى المطبخ او اي مكان آخرفي البيت بعيداً عنه 

حتى يهدأ ويعود الى رشده , فإن كان من اصولٍ طيبةٍ ويخاف الله فيكِ فسوف يُسرع اليكِ معتذراً ,تَقبلي إعتذراه برحابة صدر واياك اياك ان تضمري حقداً فهذا الحقد سيتنامى يوماً بعد يوم فينفجر

فيحرق الاخضر واليابس وسوف لا تجدي مناصا من طلب التفريق .

إعشقي الرجل بالعقل لا بالقلب , العقل عنصر ماديٌّ لا يقبل نقاشاً , قراراته صائبةً لا شائبة فيها .

القلب ينتكس بالروحانيةِ اللامادية وتعصف به عواصف المُهادنةِ ليس له قرار واضح , ولكن يمكن اشراك القلب بالقرارات التي تصدر عن العقل في محاولةٍ لِدمجٍ عقلانيٍّ عاطفي , تلك هي الخلطةُ

 الاكثر رواجاً في حلِّ ايةِ معضلةٍ يمكن ان تواجه الطرفين .

حاولي جُهدك ملاقاة الرجل وهو عائدٌ من عمله منهكاً حاولي ملاقاته على احسن وجه , بشاشةُ وجهٍ وحسن هندامٍ وكُحلُ عين او ايةِ مروجاتٍ ومُكملاتٍ يرتاح لها توحين له بانك مهتمةٌ مبتهجةٍ 

بإطلالته عليكِ.

ليس هنالك مشكلة لا حل لها ,بالعقل وبالصبر والمطاولة والتفاهم سوف نصل الى حل , يجب ان يوحي الطرفين لبعضهما انه في امان ,أمانٍ تام مهما جارت الايام .من منطلقٍ مثلُ هذا سيعيش 

الطرفان بهناءٍ وراحة بال .

لا تُثقلي كاهله بكثرة الطلبات تلك التي تندرج تحت مسمى الكماليات ,عذرك الوحيد في هذه الطلبات هو ان زوجك مُتخماً مثقلاً بالمال , حينها سيؤل الامر الى التبذير ,هذا الامر لن يرضي الله ولن

يُرضي الرجل حتى لو لم يصرح علانية بذلك .

لاتنسي ان الرجل مُحبٌ لِأُمه يحترمها ويلبي طلباتها إياكِ ان تفكري ان تكوني بديلةً لها .فالام أمٌ لابديل لها والزوجة هي امرأةٌ مثلها الكثيرات . اجتهدي ان تنالي رضاها ففي ذلك رضا الزوج .

أن تأمن المرأةُ زوجها بأن يحفظها مُكرَّمَةً عزيزةً هي ومن معها من اطفالها فتلك هي جُلَّ غايتها ومُبتغاها ,

لاتُمانعي كثيراً ولا تبالغي بالابقاءِ عليه في البيت , إن الرجلَ عنيد بحد ذاته لا اقول انهُ قد جُبِلَ على هذا ولكنه تأقلم ضمن مُحيطه وتطبع بطبائع الرجال ممن هم حوله ان يبقى خارج البيت والسهر

احياناً الى ساعاتٍ متأخِرةٍ من الليل , سوف لن تفيدك شيئاً معتاباتُكِ ونَهركِ له فهو عنيد يفعل مايريد من منطلق أنه . . . رجل , وهو محسوب على فئةِ الرجال القوّاَمون على النساء وليس العكس.

ليتنا نفهم جميعاً ان الحياةَ رحلةٌ قصيرةٌ على ظهر مركب ,نحن مُلزمون ان يصل بنا المركب الى غايتنا سالمين ,هي ليست مسؤلية مقتصرة على الربان بقدر ماهي مسؤلية الافراد جميعا للحفاظ 

على المركب بما فيه , فلنعزز صحبتنا ونرتقي بها الى اعلى واجمل مستوىً 

فنصل سالمين .

وعد الله حديد .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...