الأربعاء، 1 مارس 2023

 أمل

ولدَ في هذهِ الدنيا معاقاً دون أطرافهِ السفلى وكلما مرتْ عليه الايام والسنوات فَهِمَ وأدركَ أنهُ ولدَ مُختلفاً عن أقرانهِ او ربما عن كل البشر  .

لكن سؤاله المتكرر دون هواد( هل سأبقى مختلفاَ ما حييت)؟؟

 أم أن في الحياةِ امل!!!!

  كان الصبي يقضي أيامه  منذ صباحاتها الباكرة  وحتى إفتراشهِ الظلام  أمامَ نافذةٍ بالكادً تتسعُ لمساحةِ عينيه الصغيرتين ،هذه النافذةِ رغم غرابة أبعادها هي إطلالتهُ الوحيدة على الدنيا .

إن كل ما يفعلهُ هذا الصغير المعاق هو مراقبة المارين وتأمل اختلافات وجهاتهم وتعاكساتهم وازدحام تقاطعاتهم .

كان يفرح ويحزن مع هؤلاء المارين وبين مشاعر السعادة والتعاسة ،إنتظر نمو ساقيه ، هذا كل ما تمناه المرور  يوماً في ذاتِ الطرقات .

هو يحيى على ذياك   الأمل .

مرتْ ومرتْ ... الأعوام وتغيرتْ وجوه المارة امام  نافذته الاثيرة مراراً وتكراراً ، بمرور السنوات تغيرَ كل شيئ حتى معالم الشوارع.  

أرتفعتْ أبنية  هناك وأُزيلتْ هنا، إزدانتْ وجوه بالابْتِسامة 

وأعترى غيرها العبوس .

لا مهم  فكل شيء متغير خارج محجريه وخلفَ جدارنَ صمته الدائم .

الثابتْ الوحيد هو أمل ذلك الصغير الذي أصبح شيخاً ... 

ب(نمو ساقيه) . 

 اعتماد الفتلاوي/ العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...