السبت، 18 فبراير 2023


 عاشور كرم يكتب عن 


حروب الجيل السادس


فتحت حروب الجيل السادس أفقا غير اعتيادي لم نعرفه سابقا وذلك من خلال استخدام الأسلحة الذكية لتأليب المجتمع من خلال التوجيه والتجنيد الجزئي والكامل لشبكات الحوسبة الرقمية العالمية وذلك من أجل خلخلة أوصال الفواعل وأعمدة الدولة المعادية وإلحاق الضرربها عن بعد

تعد النزاعات التي تشمل الجيوش الحديثة سمة  رئيسية في تطوير آلة الحرب  فظهرت في الأفق حروب الجيل السادس وذلك بالاقتران مع الحرب الإلكترونية وحملات التضليل المتمثلة في الحرب المعلوماتية والهجمات المضادة للأقمار الصناعية والهدف هو إخضاع الزخم المعلوماتي والبيانات والاتصالات وأجهزة الاستطلاع والاستخبارات  وأنظمة الأسلحة للسيطرة التشغيلية وتوجيهها لخدمة أغراضها وقد تجمع أكثر الإجراءات ضررا بين الأسلحة الموجهة بدقة والهجمات الإلكترونية لتعطيل أو تدمير الأهداف الحرجة كما أنه يمكن أيضا استخدام العمليات السيبرانية للتأثير السياسي من خلال تعطيل التمويل والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية للتغلب على عملية صنع القرار للمدافعين  وخلق اضطراب مجتمعي وخلخلة بالبنية التحتية وهذا ما اكتشفناه في النزاع الروسي الأوكراني فقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لترجمة هذا النمط الجديد من الحروب  لتتجاوز في حد ذاتها الصراعات التقليدية المقيدة لتشمل في أهدافها الحرب السيبرانية والمعلوماتية  والحرب الاقتصادية والحرب الهجينة فخطر النزاع الحاصل بين روسيا وأوكرانيا اليوم لم يتمثل في العداوة بين الغريمين فهي كانت وما زالت لكن في طريقة توظيف الذكاء الصناعي لاستهداف النظم العسكرية والمؤسسات والأفراد وصناعة الشيطنة المعلوماتية وتزييف الحقائق لدحر الخسارة أو كسب تعاطف الموالين من أجل تحقيق أغراضها وكذا في صناعة فصائل مدعومة من حكومات الدول لإدارة حروب كاملة عن بعد ويمكننا أن نرى حروب الجيل السادس كشكل من أشكال التطور الإنساني الكبير وليس بالمطلق مرحبا لكن تصل بنا إلى تصميم متكامل دقيق للفكرة التي نريد أن تقع فيها دولة أو فرد أو مجموعة مستخدمين في ذلك وسائل متطورة جدا وتعد الحرب الإلكترونية شكلا من أشكال حروب الجيل السادس  وهي الأخطر على العالم من الحروب النووية وأسلحة الدمار الشامل إذا وظفت لحرب خاطفة وهي لا تتطلب ميزانية ضخمة لتطوير الأسلحة وتحسينها كما لا تسبقها أي مؤشرات ما يصعب كشفها والتنبؤ بها فالنمط الافتراضي احتكره محاربو الحرب الإلكترونية والمتمثلة في جيش أوكرانيا الإلكتروني الذي فرض نفسه بقوة في قلب موازين النزاع بين روسيا وأوكرانيا الذي توقع (فلاديمير بوتين) أنه سينتهي بسحق الجانب الأوكراني في غضون أيام حتى أثبتت الأيام أن لدى الجيش الأوكراني سلاحا سريا أقوى من مدافع الكلاشينكوف وصواريخ افنجارد وطائرات السوخوي  ألا وهو سلاح الحرب المعلوماتية والسيبرانية


وأخيرااختتم حديثي بأن 

إن الاستعباد الرقمي وحروب الجيل السابع هو أن يصبح الإنسان رقما مسلسلا ضمن قائمة من الأشخاص والآلات ينفذون الأوامر التى توجه لهم عن بعد  بشكل تلقائى دون تفكير ربما أخطر المخاوف من هذا التطور هو انتقال مجال القرصنة من عالم الأجهزة الإلكترونية إلى جسم الإنسان وعقله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...