عاشور كرم يكتب عن
حروب الجيل السادس
فتحت حروب الجيل السادس أفقا غير اعتيادي لم نعرفه سابقا وذلك من خلال استخدام الأسلحة الذكية لتأليب المجتمع من خلال التوجيه والتجنيد الجزئي والكامل لشبكات الحوسبة الرقمية العالمية وذلك من أجل خلخلة أوصال الفواعل وأعمدة الدولة المعادية وإلحاق الضرربها عن بعد
تعد النزاعات التي تشمل الجيوش الحديثة سمة رئيسية في تطوير آلة الحرب فظهرت في الأفق حروب الجيل السادس وذلك بالاقتران مع الحرب الإلكترونية وحملات التضليل المتمثلة في الحرب المعلوماتية والهجمات المضادة للأقمار الصناعية والهدف هو إخضاع الزخم المعلوماتي والبيانات والاتصالات وأجهزة الاستطلاع والاستخبارات وأنظمة الأسلحة للسيطرة التشغيلية وتوجيهها لخدمة أغراضها وقد تجمع أكثر الإجراءات ضررا بين الأسلحة الموجهة بدقة والهجمات الإلكترونية لتعطيل أو تدمير الأهداف الحرجة كما أنه يمكن أيضا استخدام العمليات السيبرانية للتأثير السياسي من خلال تعطيل التمويل والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية للتغلب على عملية صنع القرار للمدافعين وخلق اضطراب مجتمعي وخلخلة بالبنية التحتية وهذا ما اكتشفناه في النزاع الروسي الأوكراني فقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لترجمة هذا النمط الجديد من الحروب لتتجاوز في حد ذاتها الصراعات التقليدية المقيدة لتشمل في أهدافها الحرب السيبرانية والمعلوماتية والحرب الاقتصادية والحرب الهجينة فخطر النزاع الحاصل بين روسيا وأوكرانيا اليوم لم يتمثل في العداوة بين الغريمين فهي كانت وما زالت لكن في طريقة توظيف الذكاء الصناعي لاستهداف النظم العسكرية والمؤسسات والأفراد وصناعة الشيطنة المعلوماتية وتزييف الحقائق لدحر الخسارة أو كسب تعاطف الموالين من أجل تحقيق أغراضها وكذا في صناعة فصائل مدعومة من حكومات الدول لإدارة حروب كاملة عن بعد ويمكننا أن نرى حروب الجيل السادس كشكل من أشكال التطور الإنساني الكبير وليس بالمطلق مرحبا لكن تصل بنا إلى تصميم متكامل دقيق للفكرة التي نريد أن تقع فيها دولة أو فرد أو مجموعة مستخدمين في ذلك وسائل متطورة جدا وتعد الحرب الإلكترونية شكلا من أشكال حروب الجيل السادس وهي الأخطر على العالم من الحروب النووية وأسلحة الدمار الشامل إذا وظفت لحرب خاطفة وهي لا تتطلب ميزانية ضخمة لتطوير الأسلحة وتحسينها كما لا تسبقها أي مؤشرات ما يصعب كشفها والتنبؤ بها فالنمط الافتراضي احتكره محاربو الحرب الإلكترونية والمتمثلة في جيش أوكرانيا الإلكتروني الذي فرض نفسه بقوة في قلب موازين النزاع بين روسيا وأوكرانيا الذي توقع (فلاديمير بوتين) أنه سينتهي بسحق الجانب الأوكراني في غضون أيام حتى أثبتت الأيام أن لدى الجيش الأوكراني سلاحا سريا أقوى من مدافع الكلاشينكوف وصواريخ افنجارد وطائرات السوخوي ألا وهو سلاح الحرب المعلوماتية والسيبرانية
وأخيرااختتم حديثي بأن
إن الاستعباد الرقمي وحروب الجيل السابع هو أن يصبح الإنسان رقما مسلسلا ضمن قائمة من الأشخاص والآلات ينفذون الأوامر التى توجه لهم عن بعد بشكل تلقائى دون تفكير ربما أخطر المخاوف من هذا التطور هو انتقال مجال القرصنة من عالم الأجهزة الإلكترونية إلى جسم الإنسان وعقله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق