الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

 خالضمير                        

كان في غيبوبة في سجن نفاه فيه شر البشر 

مكبلا بقيود صدأة بالظلم والفساد وكل له قهر

فاقدا لوعيه بمخدر  العنصرية لا رحمة ولا عذر

وانتفض مذعورا من صاروخ سقط قربه وغدر

احدث كوة فتحرر وخرج للكون ليعيد له البصر

تاه الضمير جوا بحرا وفي مدن يبحث عما يسر 

للأسف الشديد لم يلتق سوى وجوه لونها اكفهر


الناس الآن تعامل بعضها لا بما ينفع بل بما يضر:

فهذا يتاجر بصحة وجسد عليل عليه بالمال يدر

وهذا يبيع ويشري في الحق مظالم يكرس ويقر

وهذا في دروس خصوصية الفروض تنشر وتمر

وهذا لا قانون ولا بلاد يخدم  يرتشي ولا يعتبر

وعصابة ارجع غدا تود الأرض ابتلاعهم دون اثر 

   وهذا يسرطن شعبا  وأرضا بمبيدات كلها خطر

وهذا يحتكر يغش يسبب الغلاء فالسعر مستعر

والجار أصبح عنوان الجور والتجسس شر وشرر

وهؤلاء أزلام يمررون الكذب بما لا يليق ولا يسر

وهذه أنوثةتشبع نهم من غايته فقط جسد نضر 

حريتها حق مشروع اريد به باطل وتفكيك الأسر


خاب ظن الضمير في نفسه أصيب بنكسة انكسر

في غياب الولي ذرية دلال  تتصرف بتهور وخور

خمور مخدرات إباحية حولتهم إلى دمى كالصور

الوالدان يرميان في آخر العمر في دار كلها ضرر  

فعلا صارالناس غير الناس كل على الباطل يصر

للحثالة المال والجاه والتمجيد كأنهم ذهب  درر

والعلماء وذوي الضمائر الحية جزاؤهم هم وفقر

إن الانانية والميراث حولا صلة الرحم إلى جمر 


رمدت عينا الضمير من الأوزون حين جال البصر

وانحبست انفاسه من المزابل في كل حي وممر

 الشتاء بلا مطر فالفصول لم تعد بالتداول تاتمر

الصيف شتاء والشتاء صيف وبذلك الوباء ينتشر

والغابات جرداء وقد فقدت كساء أوراق الشجر

البحار أصبحت مقبرة من حاول للعالم الآخر يمر


فتقدم الكون بشكوى إلى مولانا  ونقل له الخبر 

فهو القادر على فعل كل ما على الضمير قد عسر


اشع الضمير بنوره ليعم العدل والسلم بين البشر 

لكن بماكينة الشر بسرعة وادوه في اعمق الحفر

فهو يريد أن ينير الدرب ويوقف دموعا  تنهمر 

من عيون وقلوب جفت لحروب تشتعل وتستعر

سلاح فتاك يرتكب في حق الأبرياء ما لا يغتفر

يحصد أرواحهم دون رحمة  فالقلوب غلف حجر

يدعون التحضر  وبسبب حماقتهم الكل سيندثر 


استفاق العالم على صيحة الضمير لنفاد الصبر

وطلب من الجميع التعقل قبل استفحال الضرر

فكل ما يعيشه العالم في حاجة إلى إعادة النظر

فيا رب انر العالم بضمير حي أنت القادر المقتدر


بقلمي:

أنور المحرزي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...