السبت، 17 سبتمبر 2022

 الضّحكةُ الثّكلى. 

عواتِقُ البِكرِ من فهْرٍ ومن نجْدِ

مخدّراتٌ رضعنا المجد بالمهْدِ

لهنّ من مكرمات الفضل سابقةٌ

تجري بنور الصّبا في روضة العِقدِ

تخالها بجمان الدرّ ضاحكةً

والحزنُ يعبقُ من ريحانة الخدِّ

يُحدِّثُ الليل بالآلام عن وجعٍ

فيها ونجومُ الصبح لا تجدي

تطوفُ بالخوف من جوعٍ إلى ظمأٍ

وتسكبُ الجرح في كأسٍ من الوجدِ

خِمارُها من خيوط الفقر منسدلٌ

تطوي ضفائرَها حمّالةُ النهدِ

تخالُها من صروف الدهر آتيةً

على جمار اللظى من لمسة البردِ

نادت عظيم الورى بالدمع باكيةً

إنّ الخطوبَ بهذا العهد في رغدِ

فجاوب الموتُ لا تستصرخي أحداً

فمسمعُ الصلدِ في منأى عن الرّدِّ

لا يسمعُ الفقرَ من كانت زعامتُهُ

نهباً لروحٍ يتيمٍ بالغِ الفقدِ

يزورها الدّاءُ يوم العيد في عجلٍ

زيارةَ النار أكواماً من الحصدِ

تموتُ جائعةً دفعاً لعفّتها

ولا تبيع جمال الجسم بالنّقدِ

كأنّها بلسان العزّ قائلةٌ

ما لقمةْ العيش في عزمٍ وفي كدِّ

إنّ ابن آدم إن ماتت كرامتُهُ

عاش الحياة ذليلَ الطرف كالعبدِ

أنظرْ إلى الخُلدِ كم صعبٌ تناولُهُ

وكم منَ السهل ترقى سلّمَ الخُلدِ

النُّبلُ عشقٌ مع الأخلاق موعدُهُ

وميّتُ الخُلق مخلوفٌ عن الوعدِ

إعلمْ فقلبُكَ يطوي الشرّ في سِعةٍ

والخيرَ يطوي ودأبُ القلبِ بالنّكدِ

ضدينِ يحملُ يا صاحي بجعبتهِ

فاستبقِ ضدّاً وأخلِ القلبَ من ضدِّ

فلا تبحْ أبداً ما أنت تكتمُهُ

ولا تقلْ أنّ هذا كلّ ما عندي

المرءُ يشتمُ من أعطى له يدَهُ

ويمدحُ السيفَ في شكرٍ وفي حمدِ

الشاعر توفيق معتوق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...