أبحثُ عنكِ
بَينَ هواجس الأمْسِ وَمآسي اليومُ سيّان
أسْيانٌ أنا
أبحثُ عَنكِ
أحبُو إليكِ وأكبُو تائهاً حيرانِ
والشّمسُ فِي نَفقٍ
نَسجَتْ عَليهاـ في عبثٍ ـ
أناملُ السّلطانِ!
هل أحْسَسْتي بي أركُضُها
مُرْهَقاً أمزّقُ خُيوطَها
وعن نهديكِ أذودُ حمى؟
كلّما إليكِ القلبُ دَعاني
أبحثُ عنكِ
عَلى صَفيحٍ ساخنٍ
وأنا
بين مَسْبغَتي وَأوْرَاقي
أرِقَاً مُفعَمُ الأحْزانِ
احْتارُ فيكِ، بين صَلِيبٍ وهرمزانِ
وضُعوكِ
وجوقةِ حمقاءِ هَزلِيّةٍ
يُدِيرها خاقان
أبحثُ عَنكِ بَينَ أكوامِ الأنا
بيَنَ شَظايا عبُثُ التّشظِي
بَينَ غُيومِ البارودِ
وَلَكمْ تَمطرُني تُبلّلُني!
لَكنّ شَفَتايا لمْ تَبتلْ
وإنْ كَان ومِيضُهُ أدْمَاني
على صَحراءِ القفرِ السّاخنِ
أبحثُ عَنكُ في خَريطةِ نَبْضي
بينَ جَوانِحي وقَعْرِ ضُلُوعي
ومِنْ كُوّةِ حُلُمي
أترقّبُ خُطَى قيثارتي
لأحملَ لكِ على أوْتارِها
ـ يا جسدَ الجرحِ ـ
أغنياتِ اللّقاءِ
وأمدُّ أليكِ جِسرَ الرّوحِ
بقلبٍ مُفعمِ الخفقانِ
كلّما أَقرَعُ بابَ الطّرُقاتِ
أسألُ عنكِ الأرصِفهْ
تطالني يدالعاصفهْ
تبدّدُ آثارَ قَدمي
أعودُ وأعصرُ منديلَ أحلامي
في نزقٍ كخفّةِ الصّبْيانِ
لعلّي أجدُ في جُبّهِ قطراتاً مِنِ العَاطَفه
يزيلُ ضمأ البحرِ الهادرِ في دمي
فيرتوي عِناني
آهٍ
لو تَطوي السّماءُ الأرضَ عنّي
ويُرمَى خلفَ القضبانِ سَاقي
ويُصادرُ عنّي لساني
وأَحْكَمُوا شَتاتي
لطَويتُها بحثاً عنكِ
حتّى ينْسدِلُ عَلى ناظِرِيّ أجَفاني
هلْ تَعلمين أنّ الطّريقَ إليكِ
يَعصِفُ بالجبينْ؟
مُلبّداً بالرّمالْ
تَغُوصُ فيه قاماتُ الرّجالْ
وما زالتِ القوافلُ تَتْرى
كلُّ يومٍ
تَغْتَسلُ بالأرجُوانِ
سأزالُ أبحثُ عنكِ مُتَوكّئاً بيُراعي
أوجَاعُكِ زَادِي
وحنيني إليكِ مَتَاعي
سأُلقي عَلى الطّريق ظلّي
وسأمسحُ عن جفنيَّ غُبارَ الكهفِ
حتّى يَتكَفكَفُ إدْمَاعي
مُنتَصبُ القَامةِ وإنْ قوّسَني زَمَاني
مَالي أرَاني كُلّما أقْتَربتُ منكِ
يَلُتفُّ عليَّ حَسيْسُ قَدَمي؟
ويَمَنعُني عنكِ فرَمانِ
عُدتُ أدراجي ألمْلمُ هَشيمَ ظلّي
أفتّشُ عَنْ بِذْرَةِ لأحْلامِ
ألتَهمَها ثقبٌ البحرِ مُنذُ أعوامٍ
وللأحْلامِ مُرْهفٌ ذَيْفانِ
علَى صَحراءِ الحبِّ
رقصَ ليلٌ شَديدُ السّوادِ
وعواء من دخانٍ
يجوسُ خِلالَ الدّيار
لمْ يعدْ في المكانِ شيئْ
سُوى وَمِيضِ البارود
يَنسلُّ مِنْ عُيونِ الذّئابِ
والحواريُّ بجواري
معاً
نكْتَحلُ مِنها
مِنَ القَذى ألوانِ
آهٍ
لَكمْ أنا سادرٌ
تُبعثِرُني أوراقي
كمْ أفرغتُ على وجْنتَيكِ دِمائي
واهٍ...
أمازالَ غُصْنكِ بلا ارتواء؟
بيني وبينك كهفٌ مِنْ سِياجِ الصّمت
وسُوى حَشرجةٍ هزيلةٍ
لا تزالُ تَختنقُ في مَهدِها
اسْتعصَتْ عَنْ كِبريائي
فمَزّقتْ عنّي رِِدائي
يا عبقَ البارودِ والمندلْ
يا وجعَ التّلِّ وأسنان المَنجلْ
هَاكِ يَدي
ضَعِيها على نَهْدكِ
وكَفكِفي بها أوجَاعي
فتهدأُ لواعجُ برْحائي
يألمَ الجُرحِ النّازفِ في أضلاعي
تَعَالي
ندفنُ الموتَ المُفدّى!
لأزرعَ على نَبضِي مَشتَلْ
وليُغَنّي فِي حَقْلي مكَتلْ
سَأظلُّ...
سَأظلُّ أبحثُ عَنكِ ولمْ أجْفلْ
أ/ سلـ"الوجيه"ـطان
سلطان أحمد محمد 🇾🇪اليمن
13/3/2022م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق