الجمعة، 15 يوليو 2022

 العاشقة

شعر: بسام علاوين

ونفرتُ منها كم تغيّرَ شكلها

لمّا دعتني في المساءِ لحفلها

زاد الرجاءُ وفي العيون دموعها

قد كان رفضي كلَّ ذاك لأجلها

ما كنتُ أنوي أن أكون بقربها

يوم الزفافِ ففي حضوري قتلها

وأقولُ صدقاً ما نسيت غرامها

يا سوء حظي من يَحلُّ محلها

لكنَّ قلبي لا يريدُ لها أذىً

ويريدُ منها أنْ تُحكّمَ عقلها

الأمرُ صعبٌ يا حياتي فاذهبي

وانسي جنونكِ والحماقةَ كلّها

هل كان ذنبي أنْ تجيب بدمعةٍ

فيتوهُ قلبي في الغوايةِ مثلها

وتمزّقُ الشفتينِ تندبُ حظها

والشوقُ في بعض القلوب يذُلّها

وأطلتُ أنظرُ في السماءِ لعلّني

أجدُ الإجابة أو ألاقي حلها

فمددتُ كفّي بالرجاءِ مطالباً

بقبولِ عذري ..أنَ ذاكَ أقلّها!

وطلبتُ منها أنْ تعود لرشدها

فالنفسُ تهوي.. والذنوبُ تزلّها

أرجوكَ قالتْ لا تزيدُ تصلباً

هل كنتُ أفهمُ بالإشارة قولها؟

لا تحشريني في طريقٍ ضيّقٍ

قد شلَّ أقدامي الطريقُ ووحلها

ما كنتُ أعلمُ هل هواها ثابتٌ

أم أنَ قلبي في الحقيقةِ ملّها

ونظرتُ في الوجهِ الحزينِ لِبُرهةٍ

من عقّدَ الألغاز يطلبُ حلّها!

وكتمتُ في الصدر المحطّمِ حكمتي

من يزرع الأشواك يلقى ظلها

أسراركِ العمياء تعبث في دمي

والسّرُ دوماً في الحكايةِ أصلها!

أتريدُ حقاً أنْ تضجَ حديقتي

بثغور سوسنها الجميل وفلّها

لا لن أصدقَ.. فاعذريني مرةً

فتردُ قولي كالسرابِ ..بِدِلّها

أودتْ بروحي – إذ تهزُّ بكتفها -

تلك السيوف من العيونِ تَسلّها

كالمركبِ الحيران تاهت دميتي

ترسو بقلبي ..ما تَقطّعَ حبلها

تمسكْ بكفّي ..لا تريد تفلتاً

هل تملك الأوهام عنّي فصلها؟

وسألتُ نفسي هل سكنتُ بقلبها

أم أنَ شعري في النساءِ أضلها

وطلبتُ منها أن تغادر مكتبي

فإذا تأنتْ ..قد أغادر قبلها

قد ودعتني بالبكاءِ عيونها

وتمسّكتْ بالبابِ تأبى رجلها

وتبعتها بالعينِ ..هزّتْ كفّها

يا لوعتي في الصدرِ أخفي ويلها

إنْ تسكن الصحراء يحرقُ وردها

فالعيش يحلو في الجنانِ وظلها

ما كنتُ أرجو أن تعيش كآبتي

أغلقتُ بابي ..إذْ تَكسّرَ قفلها

وجلستُ في الكرسيِ أسألُ ما جرى

أقسى المسائل في الإجابة سهلها

ومضيتُ في عمق الخيال محطمٌ

ففتاة عمري ..قد تنكّثَ غزلها

وشهدتُ ملءَ القلبِ أني صنتها

هل كنتُ ألقى في الشهادة عدلها

تلك الحديقة لو سقيتُ زهورها

هل كان قلبي يستريح بظلها؟

تلك الأميرة كم عشقتُ عطورها

كم تاه قلبي في الرموشِ وكحلها

فاليوم أحلى أنْ تظل بعيدة ً

ويظلُ حلمي في الجنانِ بوصلها

ما  همني  ..فالروحُ تسكنُ عندها

وتطوفُ أحلامي الجميلة حولها

تلك الرواية قد ختمت فصولها

قد كنتُ في العنوان أقرأ قبلها!

فالنفسُ أنْ حكمَ الجنون بأمرِها

فأتركْ هواكَ إلى الضياعِ يدلّها

×××××××××××


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...