زمن الصمت
تناول قلمه ليكتب . الأفكار تتراقص أمامه كفتاةعذراء ليلة زفافها ، بين حيرة وتلهف بدأت تراوده نفس التصورات التي دارت برأسه منذ المرحلة الثانوية ، وحالة التمرد على واقعه ، أخذ نفسًا عميقًا وقبل أوراقه وضمها إلى صدره كعادته تحفزًا للكتابة .
توقف القلم كأن حبره قد جف ، وأبتعد عن الورقة .
- هل عدت لعنادك ؟!
- ألم تعلن التوبة ؟
- لا سلطان لأحدٍ على أفكاري .
- أفكارك التي أوصلتك إلى حبل المشنقة لولا لطف الله .
- ليس لي ذنب سوى مبادئي .
- أفنيت عمري معك ، ولم يبق عندي حبر ينفعك !!
- لست فقط قلمي ، أنت أخلص صديق ، طالما كنت معي ، فلا تخذلني .
نزف حبره على الورقة كدموع تنهمر لتصطبغ بلون السواد ، وقف بشجاعته متأملًا وجه صاحبه وقد أصفر .
- ألم تفهم الدرس ؟ أفكارك لايحق البوح بها ، أو الخوض بتفاصيلها ، فعندما ينطلق السهم من القوس لا يمكن ارجاعه .
- كلما حاولت حبس مشاعري ، ثارت وأعلنت التمرد ضدي .
- نحن في زمن الصمت ، البوح قد يدحرج رؤوسا على قارعة الطريق ، منعوك وحوصرت سابقًا ، وبقيت بأحلامك لم تستفيق .
- قدري أن أكون قتيل الكلمة .
- إذًا ضمني بين أصابعك ، فمصيرنا واحد .
حيدر الدحام / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق