الجمعة، 8 أبريل 2022


 زمن الصمت


تناول قلمه ليكتب . الأفكار تتراقص أمامه كفتاةعذراء  ليلة زفافها ، بين حيرة وتلهف بدأت تراوده نفس التصورات التي دارت برأسه منذ المرحلة الثانوية ، وحالة التمرد على واقعه ، أخذ نفسًا عميقًا وقبل أوراقه وضمها إلى صدره كعادته تحفزًا للكتابة .

توقف القلم كأن حبره قد جف ، وأبتعد عن الورقة .

- هل عدت لعنادك ؟!

- ألم تعلن التوبة ؟

- لا سلطان لأحدٍ على أفكاري .

- أفكارك التي أوصلتك إلى حبل المشنقة لولا لطف الله  .

- ليس لي ذنب سوى مبادئي .

- أفنيت عمري معك ، ولم يبق عندي حبر ينفعك  !!

- لست فقط قلمي ، أنت أخلص صديق  ، طالما كنت معي ، فلا تخذلني .

نزف حبره على الورقة كدموع تنهمر لتصطبغ بلون السواد ، وقف بشجاعته  متأملًا وجه صاحبه وقد أصفر  .

- ألم تفهم الدرس ؟ أفكارك لايحق البوح بها ، أو الخوض بتفاصيلها ، فعندما ينطلق السهم من القوس لا يمكن ارجاعه .

- كلما حاولت حبس مشاعري ، ثارت وأعلنت التمرد ضدي . 

- نحن في زمن الصمت ، البوح قد يدحرج رؤوسا على قارعة الطريق ، منعوك وحوصرت سابقًا ، وبقيت بأحلامك لم تستفيق .

- قدري أن أكون قتيل الكلمة .

- إذًا ضمني بين أصابعك ، فمصيرنا واحد .


حيدر الدحام / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...