إخوة يوسف
لي صاحبٌ كنسيم الصبح منثورُ
له من الناس إكبارٌ وتقديرُ
كأنّه السحْب أنّى أمطرت غدقت
وغردت في أضاحيها العصافيرُ
هو الجوار لمن لا جار يسنده
وجاره إنْ أصاب الهمَّ مجبورُ
هو الغنيُّ وإن قلّت موارده
فالنفس ذات غنى والحال مستور
انْثرْ من الزهر لن تلقى معطّرةً
مثل الكرام إذا تندى الأزاهير
تفوح أنفسهم بالطيب دون ندى
همُ الندى وهمُ النُجْب المعاطيرُ
شأن الكرام عطاءٌ دونَ تزكيةٍ
شأْنَ الينابيعِ ما دارت نواعيرُ
رمانيَ الأهل في الجبّ العميق أذىً
وهجّروني ومرُّ المرّ ِ تهجيرُ
قد شاركوا الذئب في قتلي وشرب دمي
والظهر من طعنة الإخوان مكسور
غادرتُ أهلي كسير الظهر أحمل من
متاع ذلّي وهذا القلب مفطور
قد غرّموني وأغنامي بأرضهم
الجرادء ما نفشت إنْ أرضهم بورُ
لمّا رموني تلقاني بمكرمةٍ
وأجزل الخير والمعروف مسطورُ
قد مدَّ لي يده لمّا قُتلْتُ بهم
هو الجدار بعزّ الجود معمورُ
سيّارةٌ أخذتني فيهمُ ولداً
من عمق جبّي وفيه الصبح ديجور
حاكوا من الظلم ما تهوي له مدنٌ
وشابكوا فتناً هُدّت لها الدورُ
ليخطفوا لقماً من زغب أجنحةٍ
عاشوا بأرضٍ غدت قيعانها بور
من دأبه في الدنى أن يعتدي سيعش
نار العداء وفيه القلب مسعور
الخيرُ خيرٌ وإن قلّت منابعه
والشرُّ شرٌّ وإن غنّت مزامير
إن قلتُ هذي بنور الحقّ شرعتنا
قالوا : إذاً تلك في الماضي أساطير
الحقّ مركب ضعفٍ شطّ شاطئه
وحول دفّته هاجت أعاصيرُ
زماننا زمن التزوير تكتبه
بخسّةٍ من ذوي القربى التقاريرُ
من ينصف الناس قد ينصف إذا حشروا
ومن تعدّى عليهم فهو محذور
أنّى أبرُّ جواراً هتّكوا حُجُبي
وإنّ ذا الخُلُق المحمود مبرورُ
من لا يبرّ فلا برٌّ له أبداً
لا يحصد الخير إلا وهو مبذورُ
شقاء عمري من حقدٍ ومن حسدٍ
دقّت بنعشي من العين المسامير
وحسب آدم موتاً أن يرى فرجاً
إن هلّلت برؤى الموت التباشير
فاعمل بما شئت ما أنت المدبّر
فيها فلْتتُكلْ وعلى الله التدابير
سامر دويك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق