صغيرتي
أسارير وجع يحملها محياك
خريطة ألم مرسومة على وجهك
تروي حكاية وطن موجوع
موت الطفولة يختصر الموضوع
هذا قدرك يا صغيرتي
تعيشي بين الممكن و الممنوع
بين صوت الحزن و حزن الصمت
حاملة تذكرة العبور للموت
أرضك لا تعرف الشمس و لا القمر
ضباب يغلف سماءك
هكذا شاء لك النصيب منذ الصغر
طفولة بلا تاريخ و لا ميلاد
سوى عطش السنين و بطش القدر
يقودك نحو المجهول دون رحمة
وسط ضجيج اليأس يتربى الضجر
في عينيك حديث و ألم و شكوى
كيف لقلبك الصغير أن يحمل أكثر
محنتك تخطت سنين عمرك
لست أدري كيف تخطيت المراحل
حلقة الطفولة فقدها المسلسل
يا صغيرتي
يا عروسة فوق هامات الخيام
أنت أدرى الناس بالألم
يا شقيقة البؤس و الحرمان
سؤالي يسبق الكلام
كيف تحملت كل المتناقضات؟؟؟
كيف عايشت الليالي الحالكات
نوم و صحو على هدير الدبابات
لا تيأسي لا تقتلي فيك الأمل
ستنتهي يوما لعبة المتاهات
و زمن الخذلان و الشتات
يكفيك شرفك رغم الأهوال
لا زلت عربية على كل حال
يكفيك مجد الأعمام و الأخوال
فإذا كان ضميرنا قد مات
و غاب بيننا اسم الرجال
انتظري فصغير إخوانك عانقيه
سيكبر يوما
و يروي عطش قلبك الصغير
انتظري ريما يصحو فينا الضمير
انتظري
عسانا نستفيق من النوم و الشخير
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق