الاثنين، 26 أبريل 2021

 سِفرُ ناصيتي 


قطعاً من الليلِ المظلم 

تغشى جوارحي 

ينتابني من إعصارِ الروح فزعٌ

أفتحُ نافذتي الصغيرة 

أناظرُ ذاكَ النجم الثاقب 

كأنه يمُدُّ أذيالَ الوصل لقلبي 

ينفذُ بين رمادِ أقداري 

يطمسُ ليالي نائبات 

أن أستفيقَ من دخنِ الماضي 

وأكسرَ أرجوحتي المتهالكة 

أوقدها حطبا لأنسى وجه أحزاني .

ناسكةٌ في بؤرةِ وحدتي 

ترادفني سبع مثان

قدمٌ زلَّتْ بأوحالِ المنى 

غرزتْ أشواكها  بين الثياب 

وأخرى مشتْ بي لقِبلةٍ وصلاة 

فانهمرتْ دموعُ خشية ِورجاء 

على أرصفةِ الخنوع .

أتوه في سِفرِ ناصيتي 

أتوسطُ ربيعاً غائرا وخريفاً قادما .

حبالُ الصبرِ تقطّعتْ بكتِفي

تحملُ كهولةَ أحجارٍ 

بقرابِ الأعوامِ يصبغُها السواد .

أيا قافلة العزيز خذيني 

 لاترجعيني لبئرٍ منسِيّة

فيلُفَّني ثوبُ العنكبوت .

أهلكتني عيونُ الجُهّال 

تتفيأ قلوبُهم بأذنابِ الغرور 

 يحسبهُم الظمآن ماء

وإذ به موج من سراب 

وماخلفه ألف قناع كذّاب .

أيّها النجمُ الثاقب 

أما زلتَ ترافقني 

ها هي أكداسُ حروفي 

تستصرخُ في حضرةِ الليل 

أنتظرُ تابوتَ السكينة 

أن يبحرَ بقلبي بأوجاعٍ خالية  .

السماءُ والطارقُ موعدي 

وصحائفُ مزجاة سلوتي 

غرُبتْ شموسُ رجاءاتي 

يَبِستْ حدائقُ الياسمين 

ومناهلُ الشهدِ تكسّرتْ .

ماكان بالأمسِ روابي مخضرّة

أصبحَ على أعتابي 

فوجا بطالعِ اليقين 

قطعاً من الليلِ المظلم 

كانتْ حكاياتي وأمنياتي .

    بقلمي  / سناء شمه 

   العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...