امرَأةٌ بِلَا ظِلٍّ
»»»»»»»»»»»»»»»»»
لِمَاذَا
لِمَاذَا غِبتَ عَنِّي ظَاَهِرًا
وبَاطِنًا
لَم تَغب عَنِ الروحُ الشَرِيدة
ذَاتَ يَومٍ
وَعَدَتْنِي رَاحَتَيكَ بالسكَنِ
وتَركتُ دمعَتي الولِيدة
أنَا لاَزِلتُ
أُمَارِسُ حُبَّكَ بَيني
وبينَ الحروفِ شِعراً
وأرَاكَ
أرَاكَ في كُلَ قَصِيدَة
وطقُوسِ أيامي بَاردةً
عَارِيَةً أنَا أمشِي
أمشِي عَلى الجَليدِ وحِيدَة
امرَأةُ بِلا ظِلٍ
يَظلُنِي المَطرُ يَظلُني الحَرُ
يَكسُوني ثَوبَ الإنتِظَارِ
والأحزَان البَعِيدَة
في أىً قَبرٍ دفَنتَ هَواكَ
في أيً أرضٍ رَمَيتَ بِالشَوق؟
في أيِّ بَحرٍ أغرَقتَ الحَنينَ
حَتَى أجمعَهُمَ شُهدَاءُ
شُهدَاء تَجمعهُمَ شَهِيدَة
وأيُّ الأغَاني تَسمعُهَا بَعدَ
شَدوَ صَوتي
وأيُّ كَأسِ يَاتُرى تَروِيكَ
بَعدَ شَفتي
وأيُّ أشعَارٍ كَتبتُها بعدى
وهلْ إسمِي
لاَزَالَ الجُملةُ الفَريدة
أيُّ نِسَاءٍ بَعدي يَاتُرى تَرتَوِيك
وأيُ جِلدٍ
بَعد جِلدي يَرتَدِيك؟
وأيُّ سَرِيرٍ بَعدَ صَدري
تَستَرِيحُ عَلَيه
ويَبعَثُ فيكَ الدِفءَ بِأنفَاسٍ
بِأنفَاسٍ وتَنهِيدَة
هَلْ تَذكُرُ أيامَنا وضِحكَنَا
ودمُوعَنَا هلْ لاَزِلت تَتَذَكَرُ
الطِفلَةُ العَنِيدَة
هَل
أبقَيتَني مَادةً لاَمِسَاسَ بِهَا
في دستُورِ حَيَاتِكَ
أم أنَا فقط من تَذكُرُ وتَحفظُ
لَكَ العَهد
وتَحفَظُ لكَ الايامُ المَجيدة
أدمَاني البَحثُ عَنكَ والسُؤاَلُ
وإرثُ الهَوَى وجعاً
لاَتَتَقَاسمهُ مَعي ولاَ تَبكِي
أيَامنا المَفقُودَة
أتَقَدسُ فيَّ صَرختي وصَمتي
وأرفضُ أخلعُ عَني عَبَائتك
وأغْدٌو امرأةً جَديدَة
كَعُصفُورةُ الشَجنِ أحُطُّ
على الأشجَارِ هَمًّا
وأُحَلِّقُ في السمَاءِ دُعَاءً
وأزُورُ كُلَّ المُدنِ عَلكَ
عَلكَ تَسمعُ حَنيني في بُكَاءِ
تَغرِيدَة
لِمَاذَا لا تَسمعُ نِدَائي
وتَقطعُ فِيكَ رجَائي
وتَجُوبُ شَوَاطِئ الدنيا
وشَاطِئي المَلِيءُ بِتُراثُكَ
وتَقَاليدكَ وعَادَتُكَ ورَائحتُك
تَترُكني عَليهِ مَصلُوبَةً
بِخطَايا الحُبُ التي لاَتُغفَرُ
وذُنُوبُ الشَوقِ العَظِيمَةِ
والعَدِيدَة
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
حسام الدين صبرى/
ديوان/ امرأة تعيش بين أحزاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق