الخميس، 23 نوفمبر 2023

 وجع الحكايا

**********

وكما أن جوعي للحكايا لايعرف شبع

كذلك وجعي من بعضها مابعده وجع

تعرف ياعمر ..حكايتك جد مروعة

يكفيني بعد نهايتها الأكثر من موجعة

أنا في حيرة حقا..من أين أبدأها؟!

وتلك الدموع..تلك الأحزان

هى الأخرى كيف منها أجتزأها؟!

لو قدر لي يوما أن أكتبتها 

أأكتب فيها عن المهندس الإنسان

أم أكتب عن عمر حافظ القرآن؟!

سأكتب عن التمام..سأكتب عن الإلمام

عن أنه كيف كان  يعمل بكل مافيه من أحكام

حقا.. كيف أكتب عن العجيب في تلك التوليفة؟!

كيف أكتب عن نموذج أراده الله في الأرض خليفة

سأكتب أنه اختنق بخوالجه

سأكتب كيف ضاق يوما بخجله

وكيف أنه يوم أن خرج عن صمته باح بأمله

سأكتب عن أنه  كيف يوما أهمه

كيف آذاه في الليل سماع صراخ ابنة عمه

هذا الذي كان يعلو من شدة الخوف

في كل مرة كانت تعلو فيها أصوات القصف

سأكتب عن أنه منذ سنين فاتت أعقبتهاسنين

سأكتب أنه رغم أعوام عمره الواحدة بعد الثلاثين

لم يحادث فيهاولو مرة أى فتاة

سأكتب أنه كان حلم ابنة عمه فى الحياة

تلك التي منذ عرفت معنى كلمة زواج

دعت من كل قلبها أن يزوجها منه الله

سأكتب عن أنه عبر عن سمته

يوم أن تجاوز صمته

يوم أن خط:

لاتخافي..اثبتي..لست وحدك

اصمدي واحتسبي..وأعدك

أن يجمعنا بيت يسكنه الحب

يوم تنتهي فيه هذه الحرب

من فرحتها..باتت ليلتها

تدعو وهى ترتل القرآن بنية ختمه

معترفه بفضل الله عليها..شاكره لنعمه

ولم تنته الحرب كما تمنى يوما عمر

العمر هو الذي انتهى..انتهى عمرك ياعمر

هكذا كان هناك رأى آخر للقدر

دماء روحك قبل القلب

أسالتها ياعمر الحرب

أجهزت بغدر..أجهزت بظلم

أجهزت ياعمر على الحلم

حلمك وحلمهافي أن تنعما يوما  بالصحبة

في أن تسعدا باتمام مراسم حفل الخطبة

لكن.. بقيت للمسكينة أمنية أخيرة

أن تقبل جبهة عمر

وأجابت عيون الأهل..ياللحيرة!!

تقبل ماذا؟!..جبهة عمر

وتساءلوا..ماالخبر؟!

وماكان لهم فى النهاية إلا أن يعلنوها..لامفر!!

وبين رافض ومرحب

وبين معارض ومستصعب

تقدمت من الكفن بحذر

وشرعت تكشف عن وجه عمر

وخلف الكفن الملطخ بالدم

التقت هناك بكومة من لحم 

التقت  هناك بكومة من عظم

كانت هى كل ماانتشلوه من الجسم

جسمك ياعمر..جسمك ياابن العم

كان ينتظر العاشقة

مجرد أشلاء ممزقة

لم تجد جبهة أو حتى مقل

لم يترك الموت لهاأى موضع لقبل

كمالم يتركهاأى من هؤلاء

أن تلثم حتى مجرد أشلاء

لكنها لم تنس أن تحتسبه في عداد الشهداء

هنا ولأول مرة تنزل دموعها بحرقة على عمر

من قال أن الإيمان تعارض يوما

مع أن يعبر باالدموع كل البشر

أن تهمي عبراتهم من المقل 

من فرط الحزن كالمطر

ودعت أن ينتقم لها الله ممن حرمها منه

فى النهاية أهناك شيء لم أخبركم به عنه

عن عمر الوحيد

عن عمر الشهيد

عن الهم وكيف ألم

بقلبي..قلب ابنة العم

لاأعتقد أني سكت.. أني بخلت

لاأعتقد أني أمسكت..أني قللت

وإن لم نكن في الدنيا قد سعدنا

ففي جنة  الخلد هناك

هناك ياابن العم موعدنا

بقلمي:يحيى إبراهيم السيد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...