الخميس، 28 سبتمبر 2023

 لحظة تأمل. !!

كانت الحجرة..بعد أن خفت الضوء بها قليلا...أشبه بالأطلال الخربة..التي تنبعث متها رائحة العفونة لتآكل جدرانها بفعل الرطوبة..فبعد أن رحل فصل الصيف أطل الخريف بوجهه الصارم 

ليمحو نبض تلك الزهرات الجميلة والتي كانت تتمايل علي أغصانها 

مع نسمات ليالي الصيف الجميلة.

أحلام تخبو.. إمال تتحطم علي صخرة الوحدة التي تلازمني طيلة سنوات مضت يئست حتي من عدها. 

بدأ ضوء المصباح الخافت يتراقص بفعل تلك النسمة الباردة التي تنفذ عبر زجاج النافذة المكسور..وأخذت تتراقص علي الجدران المتهالكة خيالات الأشياء المتناثرة عبر الحجرة.  تلك المكتبة العتيقة والتي تهالكت عليها بعض الكتب العتيقة..وصورة طفلتي الصغيرة الجميلة وهي علي فراشها  تنام القرفصاء وتلك مسحة الحزن التي ارتسمت علي وجهها.  فهى الوحيدة التي تلازمني في وحدتي بعد رحيل والدها منذ عدة سنوات. تأملتها ونهضت مسرعة وطبعت علي جبينها قبلة أودعتها كل حنان الأمومة. 

جلست أتأمل...ما حولي..والليل يصرخ بصمته المعتاد..أصوات تعوي من بعيد..نباح الكلاب..وربما عواء الذئاب. التصقت بذلك الكرسي المتهالك..وتأملت كل شئ..وتبادر الي ذهني ذلك السؤال الذي مازال يراودني طيلة الأعوام السابقة..من أنا؟؟ومن أنتم؟؟

أين أنا ؟؟...وأين أنتم..؟.

مال الرفاق هجروا الصحبة الطيبة..بعد أن ساءت أحوالي المعيشية...وبعد رحيل زوجي..

اللهم بعض الغوغاءالذين تخيلوا أن أكون ربما فريسة سهلة لأغراضهم الشاذة. 

تأملت كل شئ في صمت..وكنت أقوي من أي مغريات تجرفني تجاه الرزيلة..تمسكت بسابق عهدي بأسمي ما تملكة إمرأة الفضيلة 

نعم الفضيلة..فقط من أجل ابنتي الجميلة ومن أجل إيماني بقدرتي وعزيمتي القوية التي ابدا لن تلين. 

غالبني النعاس...بجوار ابنتي احتضنتها..فتحت عينيها في تكاسل وضمتني بقوة وطبعت قبلة علي جبيني ورحنا معا في ثبات عميق.. 

******

محمد المصري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...