السبت، 23 سبتمبر 2023

 لم يكُن للريح ذنباً

____________________

لَم  يكُن  لِلريحِ  ذنبًا

فَهِيَ  كَانتُ  مِن ورقْ

تَتنَاثر في كُلِ الدرُوبِ

وهمُ بِالضلُوعِ قَدِ التَصق

استدرَجتني  بُحُورهَا

     حتَى غَرِقتُ

وظَننتُ أنَّ النجَاةَ في

        الغَرقْ

أبحَرتُ في جنونِ عشقي

وسَافرتُ في مُدنَ الشَوق

         كَالذي 

كَالذي يَعبُر من خلالِ نَفق

ونِمتُ بينَ يدَيها كَطفلٍ

   لاَيَعنيني مَاسَيأتي

  ولاَ بَاكِياً  مَاقَد  سَبقْ

طَالمَا أسكُنُ  صَدرَها  فَلا

يعنيني الزمَان مَاآتَ بهِ

        ومَاسَرقْ

قُلتُ عَنها رحلَةُ النُورِ

بعدَ عُمرٍ  مِن  ضبَابٍ

      ومِن غَسقْ

أتَتني  وأنَا نَجمٌ  دائمًا

    يَطوِيهِ الشَفقْ

وصُبحٌ ضَائعٌ في غَيَاهبُ 

   الظلامِ لَم يَنفلِقْ

          قَالتْ :

سَأعيدُكَ  لِبرَاحِ  الكَونِ

       فَلا تَخفْ

إن لاَحَ الحُزنُ في الأُفُقْ

ودَعْ أيلُولُ الحَزينُ يَرحَلُ

       أنَا الرَبيعُ   

سَأقتُلُ فِيكَ الخَوفُ والقَلق

يَاصَاحبَ  الجُرحُ  المَرِيرِ

    نَمْ عُصفُورًا آمِنًا 

أنَا  عُشي لَن يُهدَمُ وأبدًا

      أبدًا لَن يَحتَرقْ

        لِيكُن الحُبُ

 بيني  وبينِكَ  بُحُوراً

فَألقت بي في جَحيمٍ أحتَرق

استَفقت  فَلم  أجد غيرَ

     غُربتي ووحْدَتي

وبقَايا من شِعرٍ لم يُقال

وصَرخةٌ تُحاصرُها الدموعُ

        فَتختَنِقْ

أنَا الذي كُنتُ مَلِكاً ورَمزًا

أصبحتُ  حُلُما وارَاهُ الثَرى

 رمَاداً تَجري بهِ الريحُ 

يَتنَاثرُ دمعًا في كُلِ الطُرقْ

ورِوايةُ في قصصُ العِشقِ

         لَم تَكتَمل

ولَم يَقرأها مَن قَرأ

 غَدوتُ  ماضيِاً  لن يَحيا

وأنَا حَاضرُ العِشقُ في 

          عَينَيها

والحُلمُ  حِينَما  خُلِقْ

قدرُ  أن  أبقَى  غَريبًا

      فَأنا والغُربةُ 

حتَى في عَينَيها لَم نفتَرقْ

___________________

حسام الدين صبري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...