الاثنين، 28 أغسطس 2023

 نظرات في مساحات الزمن

محمد حسام الدين دويدري

____________

وجلست أرقب في نُسَيمات السَحَرْ==شدو العصافير لحبّات المطرْ

تدعو لمن يلقي إليها حبّةً==أو كسرةً تقتاتها بين الحفر

كي تختفي عن حاسد يغشى الطوى==يحيا هجير الفقر في قفرٍ أمرّ

وتقول يارحمن أيقظ أمّةً==كانت تغيث من استجار أو افتقر

إذ تنثر الحَبّ لتغني طيرها==عن جوع إملاقٍ وعن جهد  السفر

فغدت تعيش الضنك والقهر فلا==تقوى على حرث ولا تجني الثمر

يجتاحها الأغراب في سطو وفي==هدم لما يبغون من ماض أغر

فغدا بنوها يربطون بطونهم==ونساؤهم نامت على طهي الحجر

إذ  أسرف الجوع يعضّ صغارهم==وشيوخهم صاروا إلى ظلم القدر

يشكون هجر شبابهم حتى غدت==أنفاسهم بين التباعد والصور

والحزن يعتصر القلوب بقسوة==تُجري المدامع بين أنياب الضجر

حيث القلوب تصيح رباه اكفنا==همّ التجافي والغلاء وما استتر

فالأرض تغدق خيرها وغلالها==في عدل من صدق التوكّل واعتبر

ماعاد فينا من يُغيث قلوبنا==فلا أبو بكر ولا حتى عمر

الصدق أمسى تائهاً بين الورى==والحقّ ضاع وقد تداعى وانتثر

فمكاسب الساعين صارت لُجّةً==في بركةٍ قد خالطت رجس البشر

فتكاثر الخبث يصارع عيشنا==ليصيب قوت الناس ويفتّ الحجر

يا أمتي عودي إلى ركب التقى==وتمسّكي بحبال ربّ قد غفر

فتوضّئي بالنور واسعي للتقى==واسترجعي بالعلم آيات الظَفَر

علّ الصلاح يغيثنا من لوثةٍ==باتت تطيح بمن تسامح أوغدر

............

٢٩ / ٨ /  ٢٠٢٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...