الاثنين، 17 يوليو 2023

 نور الأمل

قال الله تعالى في سورة الطلاق من الآية رقم ١ : { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } 

ما أعظم هذه الآية الكريمة لمن يتفكرُ بها وبعظمة معانيها ، والعبرة فيها ، فهي رسالة إلى كُلِّ متشائمٍ ، وإلى كُلِّ فاقدٍ للأمل في الحياة ويظن أن أبواب الفرج قد غُلِّقت أمامه ولا أمل في العيش ، فتأتي هذه الآية الكريمة لهؤلاء منحةٌ ربانية وعطيةٌ إلهية لتبًثَّ فيه روح الأمل وعدم اليأس ، فلا بُدَّ يا أيها المتشائم أن ينبثق نور الأمل وتباشير الفرج من النفق المظلم الذي سجنتَ نفسك فيه ، وتحاول أن تحجب هذه الأنوار التي تتلألأ أمام ناظريك بيديك ، وهي قد تكون إشراقة شمس جديدةٍ في حياتك،  وتكون أنوار الفرج لك ، فالله عزَّ وجلْ الذي خلقك فهو كفيلٌ بأن يفُكَّ كربك ، وتذكر قول الشافعي : 

ولرُبَّ نازلةٍ يضيقُ لها الفتى 

 ذرعاً وعند الله منها المخرجُ

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها 

فُرِجت ، وكُنت أظُنُّها لا تُفرجُ

فاجعل اتكالك على الله فهو كفيلٌ بك ، وكما قال الشافعيُّ أيضاً : 

وجعلت مُعتمدي عليكَ توكلاً

وبسطتُ كفي سائلاً أتضرَّعُ

إجعل لنا من كُلِّ ضيقٍ مخرجاً

والطُف بنا يا من إليه المرجعُ

فلا تفقد الأمل وافسح لأنواره  كي تتسلل إلى ظُلمةِ نفسك المُتشائمة لكي تُزيل عنها غمامة اليأس التي ظللتها ، فاجعل الأمل نُصب عينيك دائماً ، وكما قال الشاعر : 

أُعللُ النفس بالآمال أرقُبُها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ

صخر محمد حسين العزة

 عمان - الأردن 

١٥ / ٧ / ٢٠٢٣


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...