( أينَ السعادة؟)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا السعادةُ فى الرصيدِ من الجُنَيْهِ أو الدُولارْ
وَكُلَّما زَادَ الرصيدُ تزيدُ زَهْوًا وَافْتِخَارْ
تُمْسِى وتُصْبِحُ مِلْيُونِيرًا ذَائعًا فى كُل دَارْ
وَتَقَرُّ عَيْنُكَ كُلَّمَا قد حُزْتَ أرْضًا أوْ عَقَارْ
وَتَضُمُّكَ الأحْضَانُ فَيْضَ تَزَلُّفٍ جَمَّ الوَقَارْ
إنْ غِبْتَ تَحْجِزُ مَقْعَدًا وَكَذَا يُرَدُّ لَكَ اعْتِبَارْ
إنْ جِئْتَ تَحْرسُكَ العُيُونُ بِكُلِّ آيَاتِ انْبِهَارْ
وَتَزِفُّكَ البَسَمَاتُ تَنْسِجُ مَا يَرُوقُكَ من دَثَارْ
وَالجُوقَةُ الحِرْبَاءُ تَنْفُضُ عَنْ مَعَاطِفِكَ الغُبَارْ
حَيْثُ المَوَائدُ عَابِقَاتٌ بِالأطَايِبِ وَالثِمَارْ
حَيْثُ الكُرُوشُ المُتْخَمَاتُ تُنادى أنْ حِلُّوا الإزَارْ
أمّا إذَا جَفَّ الرصِيدُ أو الزَمَانُ عَلَيْكَ جَارْ
إنْفَضَّ سَامِرُكَ الرِيَاءُ وَيَهْوِى بالرَسْمِ الإطَارْ
بِشَمَاتَةِ الغَمَزَاتِ وَاللمَزَاتِ مِنْ خِلٍّ وَجَارْ
وَإذَا سَعَادَتُكَ الغُرَابُ اصْطَادَهَاخَطْفًا وَطَارْ
وَهُنَا سَتَجْتَرُّ الدُرُوسَ مِنَ الأصَالَةِ وَالْعَوَارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهُنَا انْبَرَى صَوْتٌ يَرَى أنَّ السَعَادَةَ فى البَنِينْ
حَتَّى تَلَمَّظَت العُيُونُ بِضَيِّ شَكٍّ أوْيَقِينْ
وَإذَا بِصَوْتٍ وَاهِنٍ قَدْ هَدَّهُ كَرُّ السنِينْ
بِوِسَامِ حِكْمَةِ عَاقِلٍ وَشُمُوخِ عِلْمِ الوَاثِقِينْ
كَانَ ابنَ نُوحٍ كَافِرًا وَلَبِئْسَ دَارُالكَافِرِينْ
وَالخِضْرُ إذْ قَتَلَ الغُلامَ بِعَدْلِ قَتْلِ الفَاسِقِينْ
فَالإبْنُ لَيْسَ بِنِعْمَةٍ أوْ نِقمَةٍ فى كُلِّ حينْ
فَلَقَدْ يَكُونُ سَعَادَةً أوْ شِقْوَةً دُنْيَا وَدِينْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهُنَا انْبَرَى صَوْتٌ يَرَى أنَّ السَعَادَةَ فى المَنَاصِبْ
بِبَرِيقِها وَعُلُوِّهَا فَكَأنَّهَا شُهُبُ الكَوَاكِبْ
جَاهٌ وَعِزٌّ يُرْتَجَى يَنْسَابُ دِفْئاً بالرَغَائبْ
ما بينَ عَرْشٍ أوْ رَئيسٍ أو ثُرَيَّاتِ الحَقَائبْ
وَمُحَافِظٍ مُتَيَقِّظٍ أوْ قَائدٍ أوْ حَتَّى نائبْ
أوْ من سَفِيرٍ أو مُدِيرٍ شَعَّ نُورًا كالحَباحِبْ
وَإذَا بِصَوْتٍ وَاهِنٍ وَعلَيْهِ تَصْطَلِحُ النَوَائبْ
كَمْ مَنْصِبٍ كسِحَابِ صَيْفٍ فَاحْذَرُوا غَدْرَ المَنَاصِبْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهُنَا انْبَرى صَوْتٌ يَرَى زَخَمَ القُطُوفِ الدَانِيَهْ
كَمْ صِحَّةٍ كَالتَّاجِ حَتَّى لَوْ بِفَقْرٍ بادِيَهْ
وَرَسُولُنَا كَمْ كَانَ يَدْعُوا يرْجُو عَفْوًا عَافِيَهْ
وَإذَا بِصَوْتٍ وَاهِنٍ أنَّاتُ نَايٍ بَاكِيَهْ
إنَّ الأصِحَّاءَ افْتَرَوْا بِبَشَاعَةٍ مُتَنَاهِيَهْ
قَطْعُ الطريقِ والاغتصابُ ومنكَرَاتٌ مُذْرِيَهْ
أْنيابُهُمْ قد كشَّرَتْ فى خِفْيَةٍ وَعَلا نِيَهْ
عُنْفًا وَبَلْطَجَة وَخَدَرًا يَا لَها من دَاهِيَهْ
لكننا نقِفُ احتِرَامًا للأيَادى البَانِيَهْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَهُنَا انْبَرَى صَوْتٌ يَرَى أنَّ السعادَةَ فى الرِضَاءْ
ارْضَ بِمَا قَسَمَ الإلاهُ تَرَ السعادَةَ وَالهَنَاءْ
تَجْنِى قُطُوفَ الإنشِرَاحِ لو ادْلَهَمَّ الإبتِلاءْ
إنَّ العِبادَةَ وَالضَرَاعَة لَذَّةٌ بَلْ إجْتِبَاءْ
فَاسْلُكْ صِرَاطًا ْمُسْتَقِيمٍا واغْتَنِمْ صَفْوَ الرَجَاءْ
عَفًّا خَلُوقًا بَلْ وَأحْسِنْ للمُسئِ إذَا أسَاءْ
دَوْمًا وَأكْثِرْ بالصَّلاةِ عَلى إمَامِ الأنبِيَاءْ
والحَمدِ والشكْرِ لِمَن سَوَّاكَ من طينٍ وَمَاءْ
إنَّ الصلاةَ مَعَ الخُشُوعِ هيَ الشفاءُ لِكُلِّ دَاءْ
لا تَخْشَ إلا الله واصبِرْعِندَ أحكَامِ القضَاءْ
فَلَقَدْ كَسِبْتَ الدينَ والدُنْيَا وآلاءِ السَمَاءْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احمد محمود الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق