الثلاثاء، 11 يوليو 2023


 ما زِلتُ عاذِرَه.


مَـازِلْــتُ عَـــاذِرَهُ حَــتّى أَتَانِـيْ دُجَــىً

كَإنّــهُ الْبَــدْرُ فِــي جَــوِّ السّـمَاءِ سَــرَى


وَقَـــالَ لِـــيْ وَوَجِيْــبُ الْقَلــبِ غَالِــبُهُ

وَأَســــبَلَ الـــدَّمْعَ مِـــدْرَارًا وَأَعتَــــذَرَ


رِفْـــقًا بِنَفــسِكَ هَــــدِّئْ مَـــنْ تَلَوُّعِـــهَا

نَفْسِــي لِنَفــسِكَ مِـنْ وَجْــدٍ بِـهَا فَطَــرَ


لَــمّا رَأَيــتُ الْقَلْــبَ لَـــمْ يَـــزَلْ دَنِــــفًا

حَتَّــى طَرَقْـتُكَ فِـي الدَّهٍـمَاءِ مُسْتَتِـرَا


خِيْــفَ الْعَــوَاذِلِ لَا كَانُـــوا فَــمَا لَــهُمُ؟

يَرْغُــونَ إِفْــكًا عَلَــى الْأَحْـبَابِ وَالْـهَذَرَ


فَقُلْـتُ لَــهُ وَنَبْـضُ الْقَلْـبِ يَعْصِفُ بِــيْ

وَالــرُّوحُ تَنسِـجُ مِــنْ إطْلَا لِـــهِ سُـــرُرَ


أَهْــــلًا وَحَـــيَّا بِــــرُوحِ الـــرُّوحِ هَــــلَا

هَــلَّا دَخَلْــتَ شِــغَافَ الْقَلْــبِ وَالْبَــصَرَ


إِٕنِّــي رُمُـدتُ جَــوىً بَعــدَ النَّــوَى بِكُـمُ

وَأَضْــرَمَ الْقَلْــبَ حَــرُّالشّـوقِ فَانْصَــهَرَ


أَلَا دَنَـــــوْتَ لَتَقْـــــبِيلٍ يَغِيــــبُ بِـــــنَا

لَيَهْـــدَأَ الْقَلْــبُ حَتّـــى يَلْهَــثَ النّظَــــرَ


مَالَــــــتْ عَلَـــــيَّا بِتَقْبِــــــيلٍ تُعَانِقُنِــي

وَرَيُّ فِيــــهَا بطِيــــبِ الْمِسْــكِ أَنَذَفَـــرَ


ذُبْــــنَا مَــــعًا حَتَّــى ذَابَـــتْ مَرَاشِفُــنَا

وَأَسْفَــرَ الصُّبْـحُ مِـنْ بَابِ الدُّجَـى ظَهَرَ


فُصِــرْتُ مِـــنْ إِطْلَالِـــهِ عَلَــى طَلَلِــــي

بَعْــدَ الــذَّوِيْ بِالنّـــوَى غَضًّـا وَمُغْتَضِــرَ


يَا لَائِمِــي مَـــاذَا لَــوْ كُنْـــتَ نَاظِـــرُهَا؟

تَــرَى الْجَــمَالُ بِـــهَا غَنَّـــى لَـــنَا سُــوَرَ


كَالْـــوَرْدِ وَجْنَتُـــهَا، كَالْخَمـــرِ رِيْقَتُــــهَا

كَا لْبَـــدرِ طَلْعَتُـــهَا كَالْــــبَانِ إِذْ خَطَـــرَ


مَـا تَلْحـظُ الْعَـينُ فِـي الدُّنْـيَا لَـهَا شَـبَهًا

كَلَّا مِــنَ الْجَــانِ كَانَــتْ أَوْ مِــنَ الْبَشَـرَ


فَالْبَــدْرُ يَضــوِي مِــنْ أضــوَاءِ طَلعَــتِهِ

وَالْـــوَردُ حَـــقًّا لَولَا الْخَـــدُّ مَــا حَمُـــرَ


لَحْــنُ الْعَـــنَادِلِ فِــي أَلْحَــانِهِ انْسَكَــبَا

تُغْنِـيْ إِذَا نَطَــقَتْ عَــنْ عُــودِيَ الْوَتَـــرَ


جُـلَّ الْجَـــمَالِ حَـــبَاكِ اللَّـــهُ فَاتِنَتِـــــي

مِـنْ دُونِــكِ الْغِيـدُ لَــمْ يَبْــقَ لَهُـنْ شَتَـرَ


فِيــكِ الْإِلَـــهُ أَرَانِــي مَحْــضَ قُدْرَتِــــهِ

يَـا لِلْجَــــمَالِ وَيَـا لِلّـــــهِ مَـــا فَطَـــــرَ!


حَاشَــاكِ عَيْــبًا يُــرَى قَـــطًّا مُلَوِّعَـــتِي

آيُ الْجَـــمَالِ بِكِ وَفِــــيكِ قَـدْ حُصِـــرَ


حَـــوْرَاءُ مِـنْ خِــدْرِهَا تُــرْوَى مَفَاتِنُــهَا

غَيْــدَاءُ رُخْـــصُ الْقَــوَامِ غُــرَّةُ الْغَـــرَرَ


نَشْــوَانُ يَخْطُــرُ فِـي طَـيِّ الْبُـرُوْدِ بَــهَا

كَإِنَّــمَا الْــــبَانُ فِـــي أَوْرَاقِــــهِ خَطَـــرَ


مُهَـنَّدُ الْجَفْــنِ مَصْـقُولُ الْخُــدُودِ حَكَى

أَلْـــمَاسَ وَرْدِيًّا عَلَـــى النُّــضَارِ جَــــرَى


سُبْحُانُ مَـنْ جَـمَعَ فِـي صَـحْنِ مَرْمَـرِهِ!

نَـــارًا وَمَــــاءً يُذِيـبُ الْقَلْــبَ وَالنّظَـــرَ  


أضْـحَى قُلَيبِي بِصَـحْنِ الْخَـدِّ يَا أَسَـفِيْ

خَــالًا كَـــوَتْهُ نَــــارُ الْخَــــدِّ فَـانْصَهَـــرَ


مَــا إِنْ تَــرَاهُ حَكَـى فُــتَاةَ مِسْـكٍ هَـوَى

فــي جَــذْوَةٍ مِــنْ نِيــرَانِ اللَّظَــى سَعِرَ


وَالثَّغْـــرُ مُــثْلُ الْعَقِــيقِ نَضُــدُ لُؤْلُــــؤُه

تَطِيْـــرُ نَفْسْــي لَــهُ وَالــرُّوحُ مَـا فَغَـــرَ


وَالْبَــرْقُ يَحْكِـي لَـنَا مِـنَ الْحَــيَاءِ لَــوَى 

عَـــنْ دُرِّ مَبْسَــــمِهِ الْجَفْــــنَ وَالْبَصَــــرَ


إْنْ طَالَــــهُ طَرْفِــــي أَقْعَـــى لِصَنْعَـــتِهِ

يَــــظَلُّ مَغْشِــــيًّا سِحـــــرًا وَمُنْبَهِــــــرَ


فَنَـــــارُهُ بــــابٌ مِـــــنْ دُوْنِ جَنَّـــــــتِهِ

مَنْضُـــومُهَا الـــــدُّرُّ مِــنْ خَلْفِـــهِ سَكَــرَ


لِلْقـــلبِ مُنْطَفَــــأً لَمْـــيُ الْبَــــرُودِ بِـــهِ

مِــن حَــــرّهِ يَغْـــدُو مُستَرْوِحًا نَضِــــرَ



أ/سلطان الوجيه

٦/٧/٢٠٢٣م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...