الاثنين، 31 يوليو 2023

 عاتبيني


عاتبيني كيفما شئتِ عتابي

قربيني منكِ جودي بأقترابي


أخرجيني من حياة اليأس إني 

ضاقت الدنيا عليَّ بالرحابِ


جرعيني من كؤوس الحب كأساً

من عذاب الحب وأسقيني شرابي


علميني من دروس الحب درساً

علميني في الهوى معنى العَذابِ


وأضمميني نحو صدرٍ فيه أنسى

كل حُزني وهمومي وإكتئابي


لملميني بين كَفّيكِ كطفلٍ

في حنانٍ وهدوءٍ وإنسيابي


نوريني من ضياء الحب نوراً 

أنتِ شمسي  ونجومي وشهابي


أمطريني من مياه الحب غيثاً

أمطري المشتاق عِشقاً  ياسحابي


كمّليني أنتِ نِصفٌ فيه نِصفي

يامُذيباً في الهوى إني مُذابِ


وأهجريني تارةً ثم أوصليني

عوديني بين قربي والغيابِ


وأبعثي لي بالرسائل إن هجرتي

أرسليها بالحمام أو العُقابِ


خاطبيني بالحروف إذا بعثتي

عَلّها تأتي وتُقرِئُني خطابي


شيديني من قصور الحب قصراً

يطرق العُشاق والأحباب بابي


وأجعليني من فنون الحب فناً

يجعل العشاق يأتوا لإنتسابي


عرفيني من أكون ومن تكوني

عرفينا للحياة ولاتهابي


عرفيني أنكِ في الحب قلباً

قد سبا قلبي بشوقي وإنجذابي


عرفيني أنني في الحب قلباً 

تاه ما بين الحقيقة والسرابِ


وأكتبيني في كتابكِ بيت شعرٍ

قد كتبتكِ بيت شعرٍ في كتابي


وأسئليني إن رأيتي القلب يوماً

خائفاً يخشى مُلاقاة الصعابِ


أسئليني إن رأيتي شيب رأسي

كيف قامت في رياعين الشبابِ


أسئليني إن رأيتي دمع عيني

جارياتٍ فوق خدي بإنسكابِ


أسئليني كيفما شئتي أسئليني

إنني بالصمت أعلنت أنسحابي


سامحيني للسكوت فلست ألقى

أي قولٍ كيّ أقول لكِ جوابي


سامحيني للسكوت فإن قلبي

يشتكي ألماً وحزناً من مُصابي


سامحيني للسكوت فإن رأسي

شاب حُباً لا لذنبٍ أو ثوابِ


سامحيني للسكوت فإن دمعي

قال للأجفانِ لن يُجدي أحتجابي


وأقتليني كي أكون لكِ شهيداً

في سبيل الحب موتي وإحتسابي


كفنيني من ثياب الحب حتى

يأخذ العُشاق أكفاناً ثيابي


وأدفنيني إن يكون الحب قبراً

فالهوى والعِشق لحدي والترابِ


وأنقشيني في ضريح القبر نقشاً

وأنحتي أسمي بكلماتٍ عِذابِ


وأسمعيني إن مشيتِ قُرب قبري

كيف أحكي عن صِبايا والتصابي


أسمعيني كيف أحكيها حكايا

عن خساراتي لحبي وإكتسابي


وأذكريني بعد موتي ذكرياتٍ

حين تحكيها حكايا للصحابِ


خلديني قصةً للناس تُحكى

عن عَشيقٍ تاه في بحر العَذابِ


ياسنيني في النهاية أخبريها 

أنني والحُب مَسبيٌ وسابي

 ..... ..... .....



محمد مثنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...