(على شرفات المدائن)
كلّ المدائنِ...
التي طفناها معًا...
تسألُني عنكِ...
و عن قصائدي و أوراقي...
كلّ الطّرق الّتي...
طويناها معًا...
مازالت تذكر خطاوينا...
و همساتِنا تحت الرّواقِ...
جلساتُنا فوق الرّوابي...
صرختْ سائلَةً...
عن أسرارٍ كنتُ أُخفيها...
صُلْبَ أعماقي...
حتّى الطّيور...
الّتي كانت تُراقِبُنا...
هاجرتْ و ناحتْ...
نُواحًا حدّ الإختناقِ...
و جداوِل الياسمين...
الّتي طالَمَا تدلّت...
فوق رؤوسنا ذَبُلتْ...
و دِيسَتْ بين السَّواقي...
هَجَرْتِ...
هَجَرْتِ و كان هَجرُكِ...
وجعي واحتراقي...
بحثتُ عن طبيب يُداويني...
فَلَمْ أجِدْ...
في طبّ الهوى راقِي...
نقشتُ إسمَكِ...
فوق أعالي الجبال...
فأبتِ الرّياح أن تذروهُ...
و على رمال الشّواطئ...
فأبت الأمواجُ أن تمحوهُ...
لتبقى شاهدةً ...
على دمعي بين أحداقي
و عن حُلْمٍ ضاع...
بين كُتُبِ قديمة...
و في أزِقّة العُشّاقِ...
و ها أنا اليوم...
قد تجرّدتُ من إدماني...
في كواليس حبّك...
واعلمي أنّكِ...
ستبحثين يومًا...
عن عُنواني...
و ستسألين عنّي رِفاقي...
و ستبكين العُمْرَ في نَدَمٍ...
و ستخسرين سِباقي...
(منصف عزعوزي)
تونس الخضراء)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق