الخميس، 29 يونيو 2023

 (على شرفات المدائن) 


كلّ المدائنِ...

التي طفناها معًا...

تسألُني عنكِ...

و عن قصائدي و أوراقي...

كلّ الطّرق الّتي...

طويناها معًا...

مازالت تذكر خطاوينا... 

و همساتِنا تحت الرّواقِ... 

جلساتُنا فوق الرّوابي...

صرختْ سائلَةً... 

عن أسرارٍ كنتُ أُخفيها... 

صُلْبَ أعماقي... 

حتّى الطّيور... 

الّتي كانت تُراقِبُنا... 

هاجرتْ و ناحتْ... 

نُواحًا حدّ الإختناقِ... 

و جداوِل الياسمين... 

الّتي طالَمَا تدلّت... 

فوق رؤوسنا ذَبُلتْ...

و دِيسَتْ بين السَّواقي... 

هَجَرْتِ... 

هَجَرْتِ و كان هَجرُكِ... 

وجعي واحتراقي... 

بحثتُ عن طبيب يُداويني... 

فَلَمْ أجِدْ... 

في طبّ الهوى راقِي...

نقشتُ إسمَكِ... 

فوق أعالي الجبال... 

فأبتِ الرّياح أن تذروهُ... 

و على رمال الشّواطئ... 

فأبت الأمواجُ أن تمحوهُ... 

لتبقى شاهدةً ... 

على دمعي بين أحداقي

و عن حُلْمٍ ضاع... 

بين كُتُبِ قديمة... 

و في أزِقّة العُشّاقِ... 

و ها أنا اليوم... 

قد تجرّدتُ من إدماني... 

في كواليس حبّك... 

واعلمي أنّكِ... 

ستبحثين يومًا... 

عن عُنواني... 

و ستسألين عنّي رِفاقي... 

و ستبكين العُمْرَ في نَدَمٍ... 

و ستخسرين سِباقي...


(منصف عزعوزي)

تونس الخضراء)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...