(حوار بين الدفتر والقلم)
الدفتر :
لمن تكتب فمن يسمع ومن يبصر
ومن يدرك حقيقية لفظك الموزون
من يكشف معاني حرفك الغائب
ومن يبحر على متن السفن كي يشكر الخالق
على ليل مضاء بالنجم زاهر على كون وسيع شيد للانسان
على أرض كريمة تمنح الاثمار فيها أعذب الأنهار
فلا تكتب لهم شيئاً فهم في يومهم صرعى بجمع المال
لم تدمع لهم عيناً على صرخة طفل عريان
ولم ترفع لهم أيدي بوجه الحاكم الظالم
لم تمدت أيادهم ببذر في قرى البستان ولم تعمر موات الأرض
فمن يقرأ ومن يكتب مضاع وقتك مهدور
خسارة حبرك السائل على أوراقي البيضاء
ألم تبصرني مرمياً بقاع النهر لعبة في مهب الموج
وقوداً أُشعل النيران رماداً بتُّ في موقدهم السهران
القلم : نعم أكتبُ وأكتبُ دائماً فيك وأن سرتَ مع الأنهار
وأن صرتَ رماداً تُشعل الأشجار أحاربُ في الكتابة
الجهلَ في الأذهان أحملُ في الرسالة السلمَ والعمران
في حبري المُسال بين جنيبك ، حلم غائب في جفن كل حيران، أمل مفقود يبث العزم في الإنسان
خيال غاب عن شاعر ينظم فيه أجمل الأبيات
حب مرتجى بين الحبيبن وشوق مستهام بين قلبين
في حبري يشع النور في الآفاق يدب العزم في الأرواح
من حبري ابثُّ الدرس فوق الأرض أشرح كل معاني الفكر
فلسفة الوجود أعرف ، قصة كائن أول أنا الكاتب،
كتب من خالق جاءت صحف أولى اناجيل زبوز
و قرآن وتوراة أنا الشاهد أنا الكاتب، في نونٍ أنا المسطور
حبري دائماً حاضر فلن اسمعَ لك يادفتر الأوراق أنا ماض
برسم الحرف بثّ العلم بين الخلق، سلاما
دائما ادعو أبغضُ دائماً حاء الحرب في الأرض
أخاصمُ دائما قاف بقتل الناس ولن اكتبها جيم الجوع ولا ياء اليأس أكتب، هل أذكر لك أكثر هل أشرح لك درساً جديداً
في معاني الكون والإنسان معنى الهدم والعمران مفهوم القيود تكبل الإنسان طعم حرية الإنسان حق الفرد في
الأوطان
الدفتر :انا اسف كفاني منك هذا الرد بليغ كلما قلتَ سديد رأيكَ في الرد
حوار بين الدفتر والقلم / قلم محمد جابر المبارك /٣/ ٦/ ٢٠٢٣/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق