الاثنين، 29 مايو 2023

 ألَمُ الفُراق

مِنْ بَعْدِ أُنسٍ لَمَّنا وصفا 

جارَ الزَّمانُ ورَدَّ بالهَدَدِ


حَلَّتْ بِنا الأقْدارُ في جَهَمٍ

شَدَّتْ عَلى الأعْناقِ بالعُقَدِ


ضاقَتْ على الرّوحِ نَوافِذُها

عَبَثاً أُجاري عَتمُها الوَغِدِ


تِلكَ اللَيالي كَمْ سَمَتْ فرَحاً 

طَرقاً تَصَدّعَ طودَها الأبدي


ما عادَ بالشَّمسِ لَنا وَنَسٌ

ذابَ الفؤادُ بِنَقْرَةِ البَرَدِ


أصواتُهمْ ، أنفاسُهمْ خَلَدَتْ

تأتي وَتَذْهَبُ تُشعلُ الكَبِدِ


دَمْعُ العُيونِ يَصُبُّني وجَعاً

شَوقاً تَدرَّجَ يحرِقُ الخُدُدِ


فاللَيلُ ما عادَ يُصاحِبُني

والحُلْمُ فيهِ ينعُمُ النكَدِ


ا أفِرُّ من نَفْسي إلى قَدَري

أشْكو الفُراقَ وَقِلَّةَ الجَلَدِ


أَمْ  أندُبُ الحَظَّ بما كَتَبَتْ لَنا

نُذُرُ السَّماءِ برُقعَةِ الخَلَدِ


حتّى غَدَونا نَرثي وحدَتَنا

وكَذاكَ حالُ التَّلِ والوُهُدِ


ألَمُ الفُراقَ لَكَمْ بِهِ احتَبَسَتْ

مُزُنِ اللِقاءِ تَلوذُ في اللُحُدِ


أطيافُهمْ أنوارُ مَخدَعِنا

وعُيونَنا تشتاقُ للجَسَدِ


نَرتاحُ حيناً بَينَ أدمُعِنا

والآهُ كالجَمَراتِ في المُهَدِ 


ثُمَّ نُجابِرُ دَمْعَنا خَجَلاً

بتَبَسُّمٍ والوَجدِ مُتَّقِدِ 


بقَلَمي ــ فريد سلمان محمود الصفدي

الأُردُن ــ عمّان ــ الأزرق الشمالي

25 ــ 4 ــ 2023م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...