الثلاثاء، 30 مايو 2023

 عندما يستيقظ *(سيف)


صوتٌ تُرَدِّدُهُ الحناجر 

غاب في موج الجراح 

بلسانِ عرّافةٍ يقرعُ الآذان 

في كلِّ أصقاعِ الأرض 

في هذا الوطنِ المُمَزَّقِ 

خلفَ أسوارِ القصور 

و كأنَّ (سيفاً) في ملايين الوجوه 

جرحٌ ينزفُ دَمَاً 

و جَبهَةُ ثائرٍ تأبى الجراح 

و صرخةُ مفجوعاتٍ 

تشتثيرهُ للوثوب 

و ينامُ مُعتَصمٌ بحبلِ الله 

في أحضانِ راقصةٍ لَعوب 

تحميهِ آياتٌ من الرحمٰن 

و تمائمُ الشيطان 

في قصرٍ يحيطُ بهِ 

جنودُ السّلطان ..

و أفاقَ *(سيفُ) الشجاع

على الصراخ 

و نواح ثكلى خلف أسلاكِ الحُدود 

و يداهُ عار يتان 

لا سيفٌ و لا رمحٌ به يذود 

فاجتاحتْهُ رياح الحَمِيّة 

واستلَّ سيفاً من بقايا حجارةٍ في الطريق 

و مضى إلى ساحِ الوغى التي اعتادها 

ممتطياً مُهرهُ الغبراء 

و اندسَّ بين الجموعِ تمطره القَنا 

و يسيلُ دمهُ فوق المُهرِ جدولاً أحمر 

و الجرحُ يكبرُ في جبينِ الأُمّةِ السمراء 

يكبرُ في جبينِ الحُرَّةِ المعطاء 

لكنّ *(سيفَ) العنيد

ما زال يولَدُ كلّ يومٍ من جديد 

ما زال يولدُ في ثرى الأرضِ الحبيبة 


أحمد جيجان

--------

*(سيف)  سيف بن ذي يزن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...