عندما يستيقظ *(سيف)
صوتٌ تُرَدِّدُهُ الحناجر
غاب في موج الجراح
بلسانِ عرّافةٍ يقرعُ الآذان
في كلِّ أصقاعِ الأرض
في هذا الوطنِ المُمَزَّقِ
خلفَ أسوارِ القصور
و كأنَّ (سيفاً) في ملايين الوجوه
جرحٌ ينزفُ دَمَاً
و جَبهَةُ ثائرٍ تأبى الجراح
و صرخةُ مفجوعاتٍ
تشتثيرهُ للوثوب
و ينامُ مُعتَصمٌ بحبلِ الله
في أحضانِ راقصةٍ لَعوب
تحميهِ آياتٌ من الرحمٰن
و تمائمُ الشيطان
في قصرٍ يحيطُ بهِ
جنودُ السّلطان ..
و أفاقَ *(سيفُ) الشجاع
على الصراخ
و نواح ثكلى خلف أسلاكِ الحُدود
و يداهُ عار يتان
لا سيفٌ و لا رمحٌ به يذود
فاجتاحتْهُ رياح الحَمِيّة
واستلَّ سيفاً من بقايا حجارةٍ في الطريق
و مضى إلى ساحِ الوغى التي اعتادها
ممتطياً مُهرهُ الغبراء
و اندسَّ بين الجموعِ تمطره القَنا
و يسيلُ دمهُ فوق المُهرِ جدولاً أحمر
و الجرحُ يكبرُ في جبينِ الأُمّةِ السمراء
يكبرُ في جبينِ الحُرَّةِ المعطاء
لكنّ *(سيفَ) العنيد
ما زال يولَدُ كلّ يومٍ من جديد
ما زال يولدُ في ثرى الأرضِ الحبيبة
أحمد جيجان
--------
*(سيف) سيف بن ذي يزن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق