السبت، 8 أبريل 2023

 بين التوَهُّج و الأُفولْ

 محمد حسام الدين دويدري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيني و بينكَ خطوةٌ

يا زورقاً أَلِفَ الرحيلْ

يا قاربَ الوهمِ الجميلْ

أومتْ إليَّ قلوعكَ الحيرى

تجوب المستحيلْ

و زعمتَ لي أنَّ الرمادَ شواطئي

و بأنني …

لا بُدَّ سوف يّشُدّني

شوقٌ قديمٌ للرحيلْ

و مضيتَ تبحر في جراحي

في دماءِ الوجدِ

و الصمتُ الطويل

يجرُّ أوردتي

و يسحبُ صبوتي

في مخلبيه

مع الأصيلْ

و تركتني أسري وراءَكَ …

لاهثاً

بين التوهُّجِ و الأُفولْ

*      *      *

أتراكَ تبقى مثل نارِ الوجدِ

في دربي عَلَمْ …؟

كم سافرَتْ عيناكَ في جرحي … ؟

و في صمتي …؟

و كمْ

لازَمْتَ في صدري بواكير الألمْ

هل – يا جِراح – ترينَ عشقي صاغراً للأُمنياتِ

بلا ندمْ

*        *        *

يا طائري ….

سَمَّرْتُ حبي في ضلوعكَ

فانطلقْ نحو السرابْ

فلرُبما رُمْتَ الحقيقةَ مَرَّةً

عبر المسافاتِ الخِصابْ

و لربّما تاهتْ شفاهكَ

خلفَ أردافِ السحابْ

و لرُبَّما سافرتَ تبحثُ

عن مواويل الوعودِ

و عن تراتيلِ العّذابْ

*      *      *

كنتَ التوهجَ دائماً

لكنّما دون احتراقْ

فلتستسغ يا طائري

لو مرَّةً …

طعم الفراقْ

يختال طعم الحبِّ في جنبيك

ثمَّ يبتلع الخضابْ

فمتى ستنتفض الحقيقة

تشتهي طعم الترابْ

*      *      *

يا عابراً من حيث كان الصمت يبتلع الضبابْ

أفرغ دموعكَ فوقَ نارِ الوجدِ

و احتضن الإيابْ

أسلمتَ للريحِ القُلوعَ

فلا تَسَلْ

كيفَ السبيل إلى الإيابْ

ها أنتَ تُبحِرُ في دموعِ الراحلين

لا شيء حولكَ

غير نبع الصمت

و بقيّة من لونِ جُرحٍ

مَضّهُ طَيرٌ مُصابْ

...............................

حلب


1985

 من مجموعة بين التوهُّجِ و الأُفولْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...