بين التوَهُّج و الأُفولْ
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيني و بينكَ خطوةٌ
يا زورقاً أَلِفَ الرحيلْ
يا قاربَ الوهمِ الجميلْ
أومتْ إليَّ قلوعكَ الحيرى
تجوب المستحيلْ
و زعمتَ لي أنَّ الرمادَ شواطئي
و بأنني …
لا بُدَّ سوف يّشُدّني
شوقٌ قديمٌ للرحيلْ
و مضيتَ تبحر في جراحي
في دماءِ الوجدِ
و الصمتُ الطويل
يجرُّ أوردتي
و يسحبُ صبوتي
في مخلبيه
مع الأصيلْ
و تركتني أسري وراءَكَ …
لاهثاً
بين التوهُّجِ و الأُفولْ
* * *
أتراكَ تبقى مثل نارِ الوجدِ
في دربي عَلَمْ …؟
كم سافرَتْ عيناكَ في جرحي … ؟
و في صمتي …؟
و كمْ
لازَمْتَ في صدري بواكير الألمْ
هل – يا جِراح – ترينَ عشقي صاغراً للأُمنياتِ
بلا ندمْ
* * *
يا طائري ….
سَمَّرْتُ حبي في ضلوعكَ
فانطلقْ نحو السرابْ
فلرُبما رُمْتَ الحقيقةَ مَرَّةً
عبر المسافاتِ الخِصابْ
و لربّما تاهتْ شفاهكَ
خلفَ أردافِ السحابْ
و لرُبَّما سافرتَ تبحثُ
عن مواويل الوعودِ
و عن تراتيلِ العّذابْ
* * *
كنتَ التوهجَ دائماً
لكنّما دون احتراقْ
فلتستسغ يا طائري
لو مرَّةً …
طعم الفراقْ
يختال طعم الحبِّ في جنبيك
ثمَّ يبتلع الخضابْ
فمتى ستنتفض الحقيقة
تشتهي طعم الترابْ
* * *
يا عابراً من حيث كان الصمت يبتلع الضبابْ
أفرغ دموعكَ فوقَ نارِ الوجدِ
و احتضن الإيابْ
أسلمتَ للريحِ القُلوعَ
فلا تَسَلْ
كيفَ السبيل إلى الإيابْ
ها أنتَ تُبحِرُ في دموعِ الراحلين
لا شيء حولكَ
غير نبع الصمت
و بقيّة من لونِ جُرحٍ
مَضّهُ طَيرٌ مُصابْ
...............................
حلب
1985
من مجموعة بين التوهُّجِ و الأُفولْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق