أوراقي الصامتة
لما تكلمت أوراقي الصامتة
داخل شرنقة المحيط الأسري
اصبحت سوطا خفيا
يلهب ظهور المارقين
دون الحاجة لنذور أو قرابين
رقصت لي فراشات القلوب المزركشة
كبقايا جمر
بالموقد المتراخي
كأحضان جدتي الدافئة
غطى ملامح الندوب الناتئة
أصبح كتلك الطيور التي
تتخلص من ريشها
و الأفعى التي
ترمي بغشاء ذاتها
تتحدى البرد والأماكن المحرمة
كسرت حواجز الزمن البعيد
لتلغي الحدود
بين الحس والتجريد
ارتشفت الغذر
بتأني ولباقة
امتصت البؤس
من ضرع الحياة وقالت
ليتني ما مللت العوم بحوض أمي
و ما اشتقت إلى النزول
لم أدر أن بالدنيا شوك يدمي
وأنا ابنة الأصول
كانت تصوراتها الطفولية
لقطات كرطونية
بشبابها
اصبحت كاريكاتورية
بنضجها
أصبحت هي والدونية
مرادفان بألوان بنية
عبرت رحلتها في الوجود الهلامي
بقوة الأسود
ودهاء الثعالب
بزهو الطاووس
وكبرياء النسور
فكرت بالعملقة ورصد الخوارق
قد حولتني نسمة
واستنشقتني
وحولتني بسمة
واضحكتني
حدثتني كلمة
واشردتني
في الصباح القتيل
تسابقت حشرجات الشخير
أصبحت وحيدة كشخص أعجف
تجوب الشوارع المقفرة
كالحامل نعشه فوق كتفه
تنتظر سماع عجلات الفجر
لترحل كما رحل البدر
قبل أن يجتاح الضوء دربها
وشرايين قلبها
قبل أن تزهر الشتاء
وتذيب الغيمة الصافية
بقلم ادريس لحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق