الخميس، 27 أبريل 2023

 أوراقي الصامتة 


لما تكلمت أوراقي الصامتة 

داخل شرنقة المحيط الأسري 

اصبحت سوطا خفيا

 يلهب ظهور المارقين

 دون الحاجة لنذور أو قرابين 

رقصت لي فراشات القلوب المزركشة 

كبقايا جمر

  بالموقد المتراخي 

 كأحضان جدتي الدافئة

 غطى ملامح الندوب الناتئة 

أصبح كتلك الطيور التي

 تتخلص من ريشها 

و الأفعى التي 

ترمي بغشاء ذاتها 

تتحدى البرد والأماكن المحرمة 

كسرت حواجز الزمن البعيد 

 لتلغي الحدود 

بين الحس والتجريد 

ارتشفت الغذر

 بتأني ولباقة 

امتصت البؤس

 من ضرع الحياة وقالت

ليتني ما مللت العوم بحوض أمي 

و ما اشتقت إلى النزول 

لم أدر أن بالدنيا شوك يدمي 

وأنا ابنة الأصول 

كانت تصوراتها الطفولية 

لقطات كرطونية 

بشبابها

 اصبحت كاريكاتورية 

 بنضجها

 أصبحت هي والدونية

مرادفان بألوان بنية

عبرت رحلتها في الوجود الهلامي 

بقوة الأسود

 ودهاء الثعالب 

بزهو الطاووس

 وكبرياء النسور 

فكرت بالعملقة ورصد الخوارق 

قد حولتني نسمة

 واستنشقتني 

وحولتني بسمة

 واضحكتني 

حدثتني كلمة 

واشردتني 

في الصباح القتيل 

تسابقت حشرجات الشخير 

أصبحت وحيدة كشخص أعجف 

تجوب الشوارع المقفرة 

كالحامل نعشه فوق كتفه

تنتظر سماع عجلات الفجر 

لترحل كما رحل البدر 

قبل أن يجتاح الضوء دربها 

وشرايين قلبها 

قبل أن تزهر الشتاء 

وتذيب الغيمة الصافية

 بقلم ادريس لحمر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...