الأحد، 16 أبريل 2023

 اللقاء الصعب


ذات شَوْقٍ

كُنتُ مُتَّكِئًا

على جِدارْ الصّمت

حيّاني ساعي البريد

و أعطاني رسالة

تحمِلُ عِطرًا و أخبارْ

فتحتُ و قرأتُ

وَ إذَا بِها مَوْعِدٌ قريبٌ

على رصيف 

محطة القطار 

وَقَفتُ عند 

منتصف المسافة

حيثُ يستهويني اللقاء

على مشارف المحطّة

و بِيَدِي باقة أزهارْ

فتحتُ كتاب الذّكريات

وجدتُ إسمَهَا يُغازِلُني

في أولى الصّفحات

و صورتها القديمة

قَدْ بَهَتَ لونُهَا

وَ تناثرتْ عليهَا

حُبيبَاتٌ من غُبارْ

خفق القلبُ

لِمُواصَلَةِ السّير

و عَلَقَتِ الرّوحُ

في تفاصيلِ اللّقاء

الوقتُ يُحاصِرُني 

و القِطارُ لا يهوى الإنتظارْ

وَصَلتُ المحطّة 

و وَصَلَ القطار

نَزَلَ الكُلُّ و لَمْ تَأتِ

و انقطع الأمل

وَ تَمَلَّكَني الإنكِسَارْ

قَرّرتُ العودة 

بِأكياسٍ تَملَأُهَا 

آلَافُ الخيبات 

و قَدْ ذَبُلَ الوَردُ بيدي

و تَشرَّدَتِ الأفكَارْ

وَ إذا بِصَوْتٍ

مِن وَرَائي يُنادي

أنا هُنَا... أنا في الجِوَارْ

جِئتُ قَبلَ المَوْعِد

لِأكُونَ أنَا في استقبالكَ 

وَ أكُونُ أَنَا في الإنتظار ْ


(منصف العزعوزي)

تونس الخضراء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...