اللقاء الصعب
ذات شَوْقٍ
كُنتُ مُتَّكِئًا
على جِدارْ الصّمت
حيّاني ساعي البريد
و أعطاني رسالة
تحمِلُ عِطرًا و أخبارْ
فتحتُ و قرأتُ
وَ إذَا بِها مَوْعِدٌ قريبٌ
على رصيف
محطة القطار
وَقَفتُ عند
منتصف المسافة
حيثُ يستهويني اللقاء
على مشارف المحطّة
و بِيَدِي باقة أزهارْ
فتحتُ كتاب الذّكريات
وجدتُ إسمَهَا يُغازِلُني
في أولى الصّفحات
و صورتها القديمة
قَدْ بَهَتَ لونُهَا
وَ تناثرتْ عليهَا
حُبيبَاتٌ من غُبارْ
خفق القلبُ
لِمُواصَلَةِ السّير
و عَلَقَتِ الرّوحُ
في تفاصيلِ اللّقاء
الوقتُ يُحاصِرُني
و القِطارُ لا يهوى الإنتظارْ
وَصَلتُ المحطّة
و وَصَلَ القطار
نَزَلَ الكُلُّ و لَمْ تَأتِ
و انقطع الأمل
وَ تَمَلَّكَني الإنكِسَارْ
قَرّرتُ العودة
بِأكياسٍ تَملَأُهَا
آلَافُ الخيبات
و قَدْ ذَبُلَ الوَردُ بيدي
و تَشرَّدَتِ الأفكَارْ
وَ إذا بِصَوْتٍ
مِن وَرَائي يُنادي
أنا هُنَا... أنا في الجِوَارْ
جِئتُ قَبلَ المَوْعِد
لِأكُونَ أنَا في استقبالكَ
وَ أكُونُ أَنَا في الإنتظار ْ
(منصف العزعوزي)
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق