صرخات متناثرة
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
أَطلِقوا صَوتي المُكبّلَ بينَ أضلاعِ النخيلْ
وَ ذَروني أَمْتَطي الخيلَ المُرابطَ في الخَليلْ
وامنَحوني فرصةَ التفكيرِ في ما قد مضى
كيفَ صارَ الفكرُ صَخراً رابضاً بين الطُلُولْ..؟َ!
كيف صار الصبرُ جَهلاً...؟!
كيفَ صارَ العدلُ شلواً...؟!
كيفَ صارَ النورُ "قَطْعاً نادراً"...؟!
والقَهرُ "غول"...؟!
إنني أعشَقُ أرضي
مُعلِناً للخَلقِ عَزمي...
صادقاً في ما أقولْ
سوفَ أبني صرحَ مَجدٍ نابضٍ
خِصبٍ أصيلْ
رغم ما قد يَعتلي الآمالَ مِنْ شَوكٍ هَزيلْ
رغم تَضليلِ المرايا...
رغمَ أشلاءِ الضحايا
رغمَ جَهلٍ كمْ غزا بالحقدِ أنصافَ العقولْ
مُلقِياً زهرَ الأماني في متاهاتِ الذهولْ
2
أطلِقوا عزمي المحاصرَ بينَ أصداءِ الصَريرْ
ودعوا نبضَ فؤادي يَجتَبي الغُصنَ النَضيرْ
مِثلَ عُصفُورٍ سَبَاهُ النُورُ والعِطرُ المُثيرْ
صادحاً في الأفقِ حُرّاً...
بين أسرابِ الطُيورْ
يَجتَبي رِزقاً حَلالاً
في زمانٍ لا يَبورْ
في أواٍن فيهِ طَعمُ الحُبِّ خمرٌ ماتِعٌ عَبرَ العُصورْ
ليسَ في رَيَّاهُ سُكْرٌ
يُجْتَنَى منهُ السُرورْ
مُنشِداً عذبََ الأغانيْ
ناسِجاً حُلوَ الأمانيْْ
رافِضاً ذُلَّ القُصورْ
3
حَطّمُوا عني حِصاريْ
واكسِروا قيدَ انتظاريْ
واتْرُكوني بُرهَةً قي هدأةٍ...، أذروبِذاري
عَلَّ غَيثَ الدَهرِ يَهمِيْ
والنَدى يَكسو اخضِرَارِيْ
كَي أرى الآتي ربيعاً مُثمِراً
يُثري دِياريْ
4
انزَعوا وهمَ القُشورِ
واحمِلوا عنِّي سُطوري
ودَعُوا لي فُرصةَ التفكيرِ في الأمرِ الخَطيرِ
كيف أصبحنا حُفاةًً فوقَ شَرٍّ مُستطيرِ
بعد أن كنا بُناةَ المَجدِ في أبهى القُصُورِ
كيفَ أغوتنا المَقاهيْ...؟!
كيف أَذْوَتنا المَلاهيْ...؟!
وملذَّّاتُ الفجورِ
بعدَ أنْ كُنَّا حُصُوناً
وقِلاعاً شامخاتٍ في العُصُورِ
كيف صارَ القلبُ جِرداً...؟!
كيف أضحى صخرةً صَمّاء في العَهد النَميرِِ...؟!
كيف صار الغكر فينا شارداً...؟!
بعد أن كان انطلاقاتِ المَصيرِ
كيفَ صارتْ تُربة الآمالِ قفراً...؟!
ويباباً... في مَدَى عَهدٍ مَطِيرِ
فيهِ أهلُ العِلمِ صاغوا قوَّة العَصر المُثيرِ
ومكثنا في الزوايا
نسأل الغير ونجني حسرة القلبِ الكسيرِ
كيف أمسَينا يتامى...؟!
موهمين الخَلقَ أنّا بَعضُ أصنافِ الصُقُورِ
مُحرِقينَ الحُبَّ عَمداً بين أصناف الشرورِ
مُسكِرينَ النفسَ قسراً
في أهازيج السرورِ
5
رَقِّعوا بالحبِّ صبريْ
حطِّموا بالعَدلِ قهري
واجعلوا العمر سلاماً ووفاءً وبناءْ
واتركوني أمتطي في صحوة الصبحالصِهاءْ
فاسمعوا بينَ الصَهيلِ حقائقاً تُزكي الضياءْ:
إنَّ في عزم الأباةِ مَوَاكِباً للأوفياءْ
أقسَموا أن يستعيدوا الخِصبَ في أرض العَطاءْ
يَصرِفون العُمْرَ حتى تزدهي أرض البقاءْ
..............................
الاثنين 17/12/2012
من مجموعة: خربشات على جدار الزمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق