.... فاتح الحول ....
ودعتها و أجمل ما في الوداع اللقاء
تمر السنين و العمر لا يحق له البقاء
زالت اوراق الخريف بها ملئ الفضاء
و ناحت غيوم أفراح يتقدمها الشتاء
وفوق الثلج تراقصت الأيائل البيضاء
محملة بأفراح العيد وجهتها السماء
متدرعة لكل سقيم راجية له الشفاء
أيا أحلام الصبى أعيدي إلينا الرخاء
اسقنا من الغيث و ارفعي عنا الوباء
توالت سنين القحط فساد بها البلاء
وددنا إشراقة شمس يملأها السخاء
يا فاتح الحول أقبل غدا تلد العذراء
ستبزغ في الأجواء أنجم في العلياء
لتشع الأقمار نورا في الليلة الضلماء
فتكتسي الأشجار حليا و أبهى رداء
نواقيس أنجم عانقت شجرة هدباء
و تشدو العنادل شدوا راقصا و غناء
و نساء تلحفت بجلابيب تعلوها القباء
و ترانيم الأجراس لا يفهمها الخطباء
ثمل بمذاق نبيذ معتق كلدة الصهباء
متخف بقناع ملون متقلب كالحرباء
صلوات و تراتيل رهبان ختمها الدعاء
تناثرت من رقص غلمان وزنها الهَباء
و نحن بالمسيح آمنا فردا من الأنبياء
فكنا و لا نزال منذ عهد عربا صُرحاء
نبارك ميلاد عبد و نطلب رب السماء
فيا رب لا تجعلها كغيرها سنة حدباء
هي كفاتحة خير و اجعلنا من النجباء..
مصطفى سريتي
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق