البدر المنير(هي بدر في الأعــــــالي تجلى).
هي بدر في الأعــــــالي تجلى°°°°وظلام الليـــل بالنــور ولى
بجلال زاده الإشعــــاع سحــــرا°°°°وبتاج اللحظ سمـا وتحـــلى
وأثيث من حـــرير ســــــحــــام °°°°قد أحاط بدرا دنــا وتـــدلى
وثغر ظريف بالجواهر يزهـــو°°°°سَرَّ النفوس وبالوداد أهـلا
النفس بالدفء زادت جمـــــالا°°°°سرمـــــديا وبالجلال أطـــــل
وجمال النفس إمتاع الحيــــاة °°°° راق الحبيب بالحـــب أغــلَّ
لا محيد عن حـــــــــب أصــــيل°°°° حافظ الود وبـــــالله تـــــــألى
إن أحِب الجمال لســــــت ألام°°°°فسرالحبيب في القلب ظـل
أيها المحبون انتــــــــــــم أدرى°°°°بشعـور المحـب أحــرى وأولى
التقليد المتبع منذ بدء الخليقة، أن الحب والهوى متعلق وتابع ومقيد بالجمال المادي، الأدباء في شتى ضروب الأدب قديما وحديثا، يتفننون ويبـــدعون في وصف الحبيب، تستوقفهم صفاته فيقفون أمامها مشدودين لسحـــرها، مفتشين في رصيدهم عن التعابير التي تليق بالإشـــادة بمحاسن الحبــيب، والدارس للآثار الأدبية قديما وحديثا سيجد الكثير والمبالغة والإفراط .فمن تعابير امرؤ القيس:هضيم الكشح ري المخلخل، مفهفهة بيضاء، ترائبها مصقولة كالسجنجل، وجيد كجيد الريم، وفرع يزين المتن أسود فاحم...،لكنه ونظرا لطبيعة حبه الهش يتمرد ويمطر الحبيبة بوابل النكران:أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل..،وإِنْ تَكُ قَدْ ساءَتْكِ مِنِّى خَلِيقةٌ°°°فسلِّى ثِيابي مِنْ ثِيابكِ تَنْسُلِ،وقس على ذلك الكثير.حبٌّ لجمال مادي لا تؤمن نهاياته عندما تغزو التجاعيد ساحة الوجه الصبوح، والبياض خصلات الأثيث. الحب الأمين المتين هو حب الروح وعشقها والتغني بها، وما ظلم محمد عبد الوهاب لما غنى للروح: عاشق الروح .القليل من الأدباء والمفكرين يتعرضون للحب ذي الود الدائم ،الذي لا تهزه الخطوب ولا كرات الزمن، ويَزِنون بالقسط والعدل الحب بجماله المادي، والحب بجماله المعنوي، وبذلك تتسم الحياة بالفرحة وتجدد المباهج. قد نرى زوجا من الذين بلغا من العمر عتيا نراهما في سعادة غامرة، يتبادلان حكايات الماضي في جذل وبهجة، متفائلين بمآتي المستقبل في أمل وثقة ،مستعرضين المآثر والمنجزات بفخر وإباء،وعلى النقيض من ذلك نرى آخرين في شتى مراحل العمر ديدنهم التشاكس والخلف،وكأن ما جمعهما كان عبارة عن كومة من الثلج الذي ضنوه صخرة من الرخام الصلد، لكن شمس الحقيقة لما أرسلت حرارتها انهارت الكتلة وتفككت. إن لكل مرحلة لذتها ورونقها، خاصة لما تتدثر بزينة الأولاد والأحفاد ،وتكتنف الجميع حظوظ التآلف والوداد.يومكم سعيد وبالفرح والصحة والهناء إن شاء الله يعاد.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق