الأحد، 25 ديسمبر 2022

 عذراً يا كلَّ الشعراء ...


عذراً يا كلَّ الشعراء      فالقدسُ أبداً لن تركع

لكنّ العَودَ بلا أملٍ       صِدقاً أجراسهُ لن تُقرع

ما نفع شجبٍ وخطاب ٍ     ما نفع كلامٍ لا يُسمع

أدعية صلاة بلا عمل      في ظلِّ عروش تتقوقع

مادامت فينا فرقتنا      لن نكسر ولو حتى إصبع

مادمنا نحيا أذلاء         الجوع فينا ... مستنقع

نشحذهم ماءً و رغيفاً   يعطونا شعاراً .. ما أقنع

ندخل في أي سجالٍ    بعقول بقيتْ في المخدع

أرجلهم بدفاعٍ ثقُلتْ    بحذاءٍ هرىءَ و لم يُرقع

مرمانا كخيوط عناكب  هوجمَ بقنابلَ .. و بمدفع

معركةٌ مُهِرتْ بهزيمة    نلعب بالوقت المستقطع

حقلٌ قد بات بلا عشب   و جرادنا يأكل لا يشبع 

والكلب وفاءَهُ قد نسيَ   والذئبُ قد اخذ المرتع

اغناماً صرنا مشتتةً     و الراعي .. نام و استمتع

إن قمنا نقصد حاجتنا   وقف فيلقهم كي يمنع

و العار منا قد استهجن   نجلسُ في صدره نتربّع

نقتتلُ  لأتفه أسباب ٍ      و لجلل ٍ لسنا  نتجمّع

نلتحفُ في الليل نحيباً   وصباحاً في خوفِنا نقبع

باتت أيامنا مقصلةً    نستجدي الموت وما فعفع

للقدس صلاةٌ نهديها    فهل فيها نفعٌ ... ينفع

مهلاً يا كل الشعراء     فالقدس يوماً لم تركع

لكنها تبكي لفرقتنا     لضميرٍ ماتَ أو .. افرنقع

مهلاً يا قدسُ ومعذرةً  أجراسنا يوماً لن تقرع

ما دمنا نزحف بلسان ٍ    أبترَ و أرحامنا  تتقطّع

مثل الطاحون بلا خبز   صوته كالجمل إذا جعجع

عذراً يا كلَّ الشعراءِ     للقدس أصلّي .. و سأركع

إن عادت قبلتنا عدنا  حينها أجراسنا .. قد تقرع


وسام الحرفوش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...