(عقوق)
الشاعر: محمودمطر
كم حملتهم بين لحمي وثوبي حينما كانوا في مهد أو صغارا
ولما كبروا طاروا بعيدا وحلقوا وأشعلوا في حنايا القلب نارا
تركوني وأنا في حاجة إليهم وما خافوا ملاما أو خافوا عارا
نربيهم ونطعمهم صغارا فإذا كبروا خلفونا في السن كبارا
كم انحنت بالله ظهري فيهم وكم بت والأم نعللهم سهارى
وحينما أعوزنا الدهر لعجز رأيناهم صاروا هواء أوبخارا
يأتون كطيف زائر عابر للحظة سواء كان الإتيان ليلا أونهارا
كم كنت بارا بأبي وأمي و لكن بر أبنائي بي اليوم غارا
حتى تمنيت أني لم ألدهم وماكانوا للدار في يوم عمارا
كلهم قد ذهب لحال شأنه وتركوني أحثو على رأسي ترابا أوغبارا
رزقتهم في يوم نحس نهاره كان مغبرا أو قد كان قارا
لكن أيام الدهر قريبة وسيجدون أن الدهر عليهم بالأيام دارا
لن أشكوهم يارب لك أبدا فاعف عنهم وإن كانوا بي أبدا شرارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق