الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

 انا لم اتغير 

لم تغير الايام جوهري 

مازلت ذاك الفتى

 اليافع المراهق الذي لم تغيره

 السنين 

نعم بالعقد الخامس من عمري 

وتغير لون شعري 

بعد ان كساه الشيب 

وتغيرت بعض من ملامحي 

ولكني مازلت

 يحيى ارشيدات

ولن تغيرني السنين 

ذاك الاسمر الوسيم 

كاتب الكلمة وعازف الناي 

الذي كتب الحرف باللحن 

وترددت كلماتي نغمات

 على كل المقامات

ما زال الامس البعيد كاليوم

وصيف سنوات مرت 

كأنه ليلة البارحة 

اذكر ذاك الكاسيت

 الذي سجلت علية معزوفات ناي

 تخصني 

فتلك النغمات 

كانت ترافق كلماتي دائما

كنت ارتجل الكلمات العامية

 وسط عتمات الليل 

واصدقائي واخوتي كانوا كل ليلة يجالسوني 

ليسمعوا كل جديد كان في

 جعبة كلماتي

فكان كل واحد منهم له قصته 

وكنت ادقق بآنفعالاتهم 

واعرف متى اؤجج مشاعرهم 

واشواقهم 

لم اكن ادري بانه كان زائرين

 لأمسيتي المعتادة 

ولم الحظهم 

لم اكن اعلم بأن كلماتي كانت

 اكثر وقعا على انفسهم 

هي محض صدفة

صدفة كانت قد كشفت المستور

كانت شهقة من حنجرة فتاة 

كانت كل ليلة تقف

 على نافذة غرفتها

 تستمع لترانيم نيسان 

وحروف حزيران 

كانت زائرتي كل ليلة 

هي وكل جاراتنا 

هن كن زائرات العتمة 

المستمعات الصامتات 

ولولا شهقة تلك الفتاة 

ما علم بهن احد

كنت مسافر العتمات 

اطرق نوافذ القلوب وادخلها 

دونما استئذان 

ابكيت الكثيرين بأبجدياتي

واسعدت ايضا الكثيرين ايضا

قد اكون مفتقدا لتلك اللحظات

والتي ما زالت محفورة بذاكرتي

احن كثيرا الى روح المراهق الذي 

ما زال يسكن في داخلي 

مازال مراوغا لا يهدأ

واحن الى تلك الصور التي قد تكون غيرت القليل من مسار حياتي 

وقد تكون هناك صورة هي الاصل

من بين كل الصور 

الصورة التي تقف عندها 

عقارب ساعتي الزمنية

انا لم اتغير 

ولكن هموم الحياة

 هي التي غيرت من ملامحنا 

ولم تغير بما في دواخلنا 

التعب وضنك العيش 

قد يكون لهم الفضل بتغيير مسار ابجدياتي 

التي تحكي همومي وواقع الحياة

 التي نعيشها

كنت وكلما اردت البوح

 بما في صدري 

كان يخرج بوحا عطرا

 يملأ الكون بشذاه

 بوحا يطرب الروح 

البوح هو البوح

 ولكنه اليوم يخرج مهزوزا 

مزج بالخوف والتردد 

غلبت على ملامحه اوجاع السنين

انا لم اتغير 

ولكن اعباء المسؤولية كبيرة 

وكل شيئ يجب ان يكون

 في مكانه الصحيح

الكلمة مسؤولية كبيرة وعظيمة

وانا ان تحدثت

 فإني اتحدث بعفوية ابن العشرين

 ولكن بعقلية الناضج

 ابن العقد الخامس من عمره

قد يكون بالحرف دمعة مدفونة 

وقد يكون بالكلمة وجع سنين طوال

الدمعة اصبحت قريبة

 وقريبة جدا 

لا يمكن السيطرة عليها

والغصة دائما تكون بالنجوى

 والاشتياق 

أعزاؤنا كثيرون 

ونفتقد للكثيرين

 الذين غادرونا ورحلوا

 ونفتقد ايضا للذين مكانهم

 بين نبضات عروقنا

نشتاقهم وهم معنا وبيننا 

حروفنا سفرائنا الى كل القلوب 

التي تنبض بالانسانية 

ولا تنتظر المقابل 

قد نمر الى مواطن حروف كثيرة 

ندخل كطوارق الليل نقرأ ونتمعن

ونخرج بهدوء دون ان يلحظنا احد 

لاننا لا نريد ان تفتن علينا حروفنا

 وتفضح دموعنا 

وكما اسلفت انا لم اتغير 

ولكنها السنين

 التي



رسمت كل علامات الترقيم

 على جسدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...