مَا مَرَّ طَيْفُكِ في خَيالِ مُتَيَّمِ
إِلَّا وَ فاضَ الشَّوقُ مِنْ مَجْرَى الدَّمِ
فَتَرى الوُجُوهَ تَبَشُّ مِنْ مَرْآكِ إِذْ
عَنَّتْ مَفاتِنُكِ تَسْبِيهِمُ بِتَبَسُّمِ
أَنْتِ الَّتي شَيَّدْتِ في مُدُنِ الهَوى
مَجْداً لَكِ في كُلِّ قَلْبٍ مُغْرَمِ
أَ غَازِيَةَ القُلوبِ تَرَفَّقِي في غَزْوِها
هِيَ غَضَّةٌ و رَمَيْتِها بِكُلِّ الأَسْهُمِ
هِيَ غَضَّةٌ أَمَامَ جَمالِكِ لَا تَحْتَمِي
وَ عُيُونِكِ تُرْدِي بِكُلِّ سَهْمٍ رُمِيْ
أَ سَابِيَةَ القُلوبِ بِحُسْنِكِ فَلِأَجْلِكِ
كُلُّ القُلوبِ تَسابَقَتْ كَيْ تَرْتَمِي
فِي حُضْنِكِ...مِنْ حُسْنِكِ الكُلُّ عَمِيْ
كَأَنَّهُمُ سُكَارَى يَحْيَوْنِ في حُلُمِ
فَقُلُوبُهُمْ عَطْشَى إِلَى خَمْرِ الهَوى
وَ أَنَا عَاقَرْتُ خَمْرَ حُبِّكِ في دَمِي
خَمْراً عَصَرْتُهُ مِنْ فَاكِهَةِ القُبَلْ
وَ مَازَالَ مَذاقُ شِفاهِكِ يُغْرِي فَمِي
خَمْراً مُعَتَّقَةً أَدْمَنْتُهَا بِجَوَارِحِي
قَلْبِي وَ رُوحِي وَ عَقْلِي كُلَّ يَوْمِ
وَ حَصَدْتُ شَوْكاً بَعْدَهُ من هَجْرِكِ
فِي هَجْرِكِ أَسْقي لَيَالِي النَّدَمِ
بِسَخِيِّ دَمْعٍ مِنْ عُيُونٍ أَظْلَمَتْ
فِي هَجْرِكِ فَاضَتْ دُمُوعُ القَلَمِ
مَا مَرَّ طَيْفُكِ مِنْ هُنَا أَوْ مَا دَنَا
إِلَّا وَ أَحْيَا حُبَّكِ في فُؤادٍ دَمِيْ
كَأْسُ الهَوى مَحْفُوفَةٌ بِمَرارَةٍ
في قَعْرِها عَسَلٌ بِطَعْمِ العَلْقَمِ
بقلمي : يونس بنحادة
🌹❣ 🌹❣ 🌹❣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق