قصيدة
ليلٌ وفجر
معين عبود
سوريا ديرالزور
نمشي الهوينى في بلوغ الموعد
فحلولُنا تُقضى بكلِّ التؤَّد
أغدرتَ يازمن المصالح بالذي
ماكان يوماً للمقاصد رُدَّدِ
كانت نجومي لا تغادرُ ليلتي
وكرامُ صحبي كلُّ يومٍٍ عُوَّدِ
مأوى الحفاوة والضيافة منزلي
ولكلِّ محتاجٍٍ مددنا باليد
أهوَ المشيبُ وخطبُه قد ناب عن
عزمِ الشبابِ ونجمِه المتوقِّد
بيضُ الليالي حلوةٌ زمن الصِبا
مابالُها صُبغت بلونٍٍ أسود
وعرفتُ أنَّ العمرَ ضيفٌ لايقي..
.. مُ وليست الأعمار بالمتخلّد
فبعدما كنَّا كبحرٍٍ زاخرٍٍ
بالجود نقذفُ دون خوفٍٍ من غد
وضياؤنا يغشى الليالي الحالكا..
..تِ ويُهتدى بضيائنا كالفرقد
فأصبح الليلُ البهيمُ رفيقَنا
ورهابنا من كلِّ يومٍٍ سائد
فكأنَّنا في عالمٍٍ أسيادُه
من ذي المخالبِ للفريسةِ رُصَّدِ
أهوَ الزمانُ أمِ الحوادثُ ام هما
أودا بنا لنهايةٍٍ لم تُحسدِ
أم ذا الغلاءُ بفحشه قد أطنبا
وقضى على كلِّ المنى بتعمُّدِ
لاذا ولا تلك الحوادثُ إنَّما
أطماعُكمْ حكمتْ بنا كالقائد
أإساءةُ الإنسان للإنسان عُلْ..
..وٌ أم هيَ كسفالة المتعربدِ
فتنٌ تسودُ بلادنا قد حاكها..
..ال شيطانُ بالحبلِ المتين الأعقد
حتَّى فقدنا الصدقَ في ثقاتِنا
وزاغتِ الأبصارُ عن ذا المشهد
وتوحَّشتْ نفوسُ مَن خان البلا..
..دَ وشعبها بكلِّ غلِّ حاقد
ونحنُ أبناءُ الكرامةِ والندى
وعزُّنا عزُّ الزمان السرمد
ما اعتدنا إنْ شدَّ الزمان ببأسه
إلَّا الصلابةَ رغم شُحِّ المورد
ومرارةُ العيش لدينا حلوةٌ
وإلى سؤال الناس لم نتعوَّدِ
وعظائمُ الدنيا لدينا صغيرةٌ
أهلُ الفرات وشامُنا كالجلمدِ
وسنبقى رغم أنوفكمْ ورؤوسنا
تأبى الركوعَ لغير ربٍّ المسجد
أفلا افتكرتمْ أنَّكم من تربةٍٍ
ولها تعودوا ذات يومٍٍ عائد
وأنَّكمْ لم تقضو حقَّ إلهنا
بتراحمٍٍ ومحبَّةٍٍ وتودُّدِ
فصلاتُكم وصيامُكم وزكاتُكم
باتت هباءً عند ربٍٍٍّ مُرشِدِ
يا أيُّها الإرهابُ ارحل من هنا
وكفاكَ ظُلماً بالعبادِ الهُجَّدِ
أقدامُنا قبل المسير نردُّها
ماكانتِ الأرضُ الزُلاقُ بموردِ
سنعودُ حتماً يازمان لصفونا
فالظلمُ كفرٌ بالإله الأوحدِ
وسنهزمُ الضيقَ الذي قد صابنا
بالإبتسامةِ لا بصدرٍٍ مُوقَدِ
قد أفلحَ القوم الذين تمسَّكوا
بحبالِ ربٍٍٍّ قادرٍٍ مُتفرِّدِ
فلنا الجنانُ الوفراتُ ظلالُها
ولكم سعيراً في جحيمٍٍ خالدِ
معين عبود
سوريا ديرالزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق