الاثنين، 28 مارس 2022

 تقول معلمة... 

قمت بتدريب مجموعة من الأطفال في نهاية العام الدراسي لأداء نشيد أمام أمهاتهن فى الحفلة، وبعد (بروفات) عديدة ومتقنة، جاء حفل الافتتاح والتخرج وبدا النشيد، غير أن ما عكر ذلك الاستعراض الجميل هو أن إحدى الطفلات، تركت  الإنشاد مع زميلاتها، وأخذت تحرك يديها وجسمها وأصابعها  وملامح وجهها بطريقة هي أشبه ما تكون (بالكاريكاتيرية)، إلى درجة أنها كادت تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة.

وتقول المعلمة: حاولت أن أنبهها على الانضباط ولكن  دون جدوى، إلى درجة أنني من شدة الغضب كدت أسحبها عنوة، غير أنني كلما اقتربت منها، راوغتني كالزئبق، وتمادت في حركاتها التي لفتت أنظار الجميع، وأخذت تتعالى ضحكات و قهقهات الحاضرات المندهشات مما يحصل ...

ووقعت عيناي على المديرة التي سال عرق وجهها من شدة الخجل، وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول: لا بد أن نفصل ونطرد تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة وقد  شجعتها على ذلك.

غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة، وكأنها تحثها على الإستمرار بعبثها الغير مفهوم.

وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوه قائلة لها: لماذا لم تنشدي مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية 

فقالت: لأن أمي كانت موجودة، فتعجبت من ردها الوقح ذاك٠٠  ولكنني صدمت عندما قالت لي بكل براءة: *إن أمي لا تسمع ولا تتكلم، وأردت أن أقوم لها (بالترجمة) لها على طريقة (الصم البكم)، لكي تعرف هي كلمات النشيد الجميلة، وأريدها أن تفرح كذلك مثل بقية الأمهات.*

وما أن سمعت تبريرها انهرت وحضنتها وبكيت رغما عن أنفي وعندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى بكاء. 


ولكن أحلى ما في الموضوع أن المديرة بدلاً من أن تفصلها كرمتها، ومنحتها لقب: (الطفلة المثالية).

وخرجت مع أمها مرفوعة الرأس وهي تقفز على قدميها. لإنها نجحت في سعادة أمها

لذا قال نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم

رضا الله في رضاهما وسخط الله في سخطهما 

وحقا تقول الملائكة للانسان لما تموت أمه 

ماتت التي كنا نكرمك  من أجلها فاعمل عملا  نكرمك به من اجلك 

انها الام انها المدرسة انها الجنة لمن اراد مرافقة نبيه في الفردوس الاعلي 

صل على بدر التمام ومسك الختام محمد سيد الانام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...