ما أقساك
أصابني هواك بضر ما أقساه
و زادني وجع الشوق و الحرمان
عليل و البوح أكتمه بين الشفاه
أكابد فيك الحنين و قهر الزمان
كل ليلة يراودني الأنين و الآه
يكاد النبض ينسل و الخفقان
إن طل فجر الصبح دونك لا أراه
كأنه و ظلام الليل عندي سيان
كيف لسجين العشق أن يطيب هواه
و يصحو العقل من شدة الهذيان
لا الأرض تأويه و لا الفضاء مأواه
ضره في الأحشاء مزقه الكتمان
آه من طيف يلاحقني في كل اتجاه
أدمنتك و استعصى علي النسيان
هذا قدري و ليس لي بديلا سواه
عليل و زادني هجرك ذل و هوان
النبض نبضي و القلب أنت مولاه
بين عشقي و تمردك طال الأوان
فجودي بوصل و كفى ما تجرعناه
غيابك جرح بداخلي يملأ الشريان
من يتسلح بالظلم عليه أن يخشاه
عودي للحضن الذي وهبك الأمان
عودي فعطش الصد لا يبلل الأفواه
راهنت على فراقك فجربت الامتحان
وجدته أصعب من جمرك الذي كواه
كفري عن ذنبك كفاك من الطغيان
فما أقسى الهجر و الظلم إذا تلاه
أهديتك الروح و الصدق و البيان
و عشت غريبا بين فجري و ضياه
من وهج الحب اسمك يملأ اللسان
يأبى أن يغيب أو تنساه الشفاه
أهديتك أعز ما أهدى قيس ل ليلاه
فلماذا اخترت الحرب و العدوان
يا دمعة الروح كيف للأمس أن أنساه
و كيف للعمر أن يستقيم لها ميزان
تكسر الجناح وغاب الطير عن مأواه
و غرقت السفينة و تاه الربان
غالية هي النبضات إذا لفها الأمان
و رخيص هو الدمع إذا تاه مجراه
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق