السبت، 5 فبراير 2022

 واقع يتعقبني!!!

أرغمني واقعي في الصغر

على محن الأيام كالكبر،

ما لعبت فيه ولا استمتعت بأيام عمري

يكويني، أتفلت منه، يزيد من ضرري،

بسيفه يسطو سطوا بقدري

 لما أسطو بحيلة أو أتخذ حذري

أو التمس يد الليالي لتسترني

منه، تحت عباءتها وتدثرني

أو تمدني بطفيف نوم منه ينقدني،

يهرِّبني من شر هذا الذي به يظلمني.

أهرب راكبا برهة من نوم تفرحني

فيها تبتسم لي أحلامي لتسعدني.

أعانقها عاشقا طلاقتها،

أحتضن باشتياق ابتسامتها،

ترتل لي ألحانا، أعشق رقصتها

أطمئن لها، أمارس شطحتها،

آمل سلاما، أقصد محرابها.

يزفني إليها رجاء يغالب ابتئاسي.

أسير إليها في ركب مزين بإحساسي،

مرتخ في راحة من هذا النعاس.

أهدي إليها قلبي مرصعا بآمالي.

أشيد لها به قصرا من خيالي،

أنيره ببدر مكتمل أزينه بنجوم الليالي،  

أسيجه بشراييني وبعروقي،

أحيطه بنهر من تدفق دمعي الرقراق،

كم أخاف عليك أحلامي

 من مرارة فيه، تترصدك على الدوام

تنبعت من شرقه وغربه ومن كل ظلام.

وجهات بها من عرسه في آلامي

على رغمي، فهو يسلمني لإعدامي.

شردت منه الى أعماق أحلامي

فوجدته بكوابيسه يتوعد إقدامي.

مجند بعتاد من سوءٍ زادَ خوفي

ووجه فضيع زعزع أعماق جوفي. 

يسخر مني، ينهش عطفي،

يخرس بفظاعته كلامي.

يكسر بسلطته أقلامي

يعنف حروفا بها أنشد غرامي.

يقدفني بصخور يأس

يصغرني، يقزم بأسي

يفرغ سم قسوته في كأسي.

قتلني حين قتل أحلامي برأسي.

جمع شظايا ضحكة مع أحبابي 

وفوق صخور الحزن نثرها بلا أسباب

حرق جلها عمدا بنار العذاب...

أحمد علي صدقي/المغرب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...