الجمعة، 31 ديسمبر 2021

 قصيدة بعنوان : جحيمُ الخِيام

بقلم : خالد سليم الهندي

مهداة إلى كل المشردين في اصقاع الأرض.. إلى الذين زهقت أرواحهم في جحيم الخيام.. إلى الذين تحملوا برد الشتاء القارص في ظروف صعبة مجبرين عليها.. نسأل الله العافية لهم والطمأنينة.. يا الله فرجك عليهم..


مدرسة : جبل طارق الأساسية/ الزرقاء ( الأردن ) 

اليوم : الجمعة ؛ ٢٠٢١/١٢/٣١


منْ حَزائمِ الشّوقِ لِشرفةَ مَنزلٍ..

هُوَ البُعدُ  ناراً لِ مدارَ  قِصّتي

وَمُرُّ المَرارةِ على  هَجرِ المَكانْ.. 

وَجَرحُ المآسي قَد هَزَّ بَسْمتي

ومِنْ عُبورِ القَهرِ  وَذَرِّ المَواجعْ..

أرى البُؤسَ نَاراً  يُذلُّ إخوَتي

تَصاعدَ القَصفُ فينا لدارِ غُربةٍ.. 

وإنطَوى بِغَدرٍ قد عَقَّ فَرحَتي

مِنْ وَيْلِ التّجَنّي وَحربِ الدّمار..

بَليغُ القَولِ فِيهمْ  هَوانَ أُمّتي

يَجُولُ الدّمارُ فَيعلُوا فوقَ بَيتٍ..

يُرَوِّعُ طِفلاً فَ يَخشَى  بُردَتي

وَيُحمَلُ المَوتُ على أكُفِّ نَعشِهِ..

وَكيُّ المَواجعُ  قد  هَزَّ خَيمَتي 

مِنْ حَالِ الدّمار لِ مَوتِ الصِّغارِ.. 

سَيُكشَفُ عَنْ أثلٍ  بينَ عَتمَتي

هُناكَ الموتُ يَطفُوا فوقَ خَيمةٍ..

كأنَّ اللُؤمَ  مِنهمْ أثارَ  لَحظَتي

جَحيمُ الموتِ حَصرٌ فوقَ جَبهةٍ..

وَأصفَادُ اللّئامِ  تَصطَادُ طِفلَتي

وَينهَضُ الشّيبُ على فُراقِ مِلّةٍ..

وَغَمضُ العَينِ أهْونُ لِ دَمعَتي

تُهزُّ البَراءةُ عِندَ نفحِ بُردِ الهَوى.. 

فَيأتلُّ جُرحٌ لِ صُراخِ  إخوَتي

مِنْ جَحيمِ الموتِ بينَ خِيامِهمْ.. 

وَوأدُ الطُّفولةِ  عِنوانُ هِجرَتي

يَأنُّ القلبُ لِحَزائمِ  الشَّوقِ حُباً.. 

فيا لَوعَ قَلبي  بِأنّاتِ  خَيمَتي

تَجرّعوا الهَوانَ مِنْ ذُلِّ ما جَرى.. 

فَأنْثَرُوا المَواجعَ  نَحوَ لَوعَتي

فَما اهتزَّ جِفنٌ  ولا آوى بَردَهُمْ.. 

فَكانَ المَوتُ حُلمٌ  يَألُوا قُبّتي

هُناكَ الدّمارُ هُناكَ الرِّيحُ تَجري.. 

وَمِنْ فَوقِ الخِيامِ تَهِزُّ أُخوَتي

مِنْ جَحيمٍ إلى جَحيمٍ لِحَسرةٍ..

يُهَزُّ ذَيلُ الآهِ لِ جُوعِ طِفلَتي

وَينفرجُ الصّباحُ لِ بُؤسِ لَيلِهمْ..

وَقَسوَةُ الظّلامِ  أظلَّ خَيمَتي

فَتنفّسَ الصّباحُ لِقَسوةِ الرِّياح.. 

فَجَحيمُ الخِيامِ  هَزَّ سَجدَتي

وَقَرصُ الشِّتاءِ وَطُولُ الشّقاءِ.. 

بأيِّ  ذَنبٍ  آهٍ  جَناهُ  إخوَتي

فَلتَهنَئِ القِناءُ  وتَلهُوا بِالغناءْ.. 

سُحِقنَا بالبقَاءْ  بِظلِّ غَيمَتي

وَيُسلَبُ الرِّدَاءُ ويُفقَدُ الحِذاءْ.. 

وَكثرَةُ الجِياعِ كَ مُرُّ قَهوَتي

يا أمّةَ الأَعرَابِ  كَفاكُمْ لهْوُكمْ.. 

فَجَحيمُ الخِيامِ قَد هَزّ أُمّتي

لا خَيرَ في أُمّةٍ  نِصفُها جِياع.. 

وَنِصفُها الآخر يَقودُ خَيبَتي


بقلمي : خالد سليم الهندي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 فن التجاهل  يقولون أن التجاهل نصف السعادة وأنا أقول أن في التجاهل سعادةً كاملةً.. لأن التجاهل لغة العظماء فهو فن لا يقدر عليه إلا ذوي الشخص...