جرحٌ أزَليٌ
هو سيلُ ألمٍ لاَ يَنقطع
لِسُباتِ الأسَى
صَوتُ أَنينٍ يَتكرَر
لِعمقِ الشَجى
هو قَافلةُ وَجعٍ
لاَ تَملُ السَفرَ بِسواحلي أبدَا
و لاَ تُرهقُها التَنهُداتُ
و لاَ الزَفيرُ
و لاَ شَهَيقَا
تَحُطُ الرِحالَ عَبثًا
بِمشارفِ بَلدةٍ أنهَكهَا الشُروقُ
مَطلعَ خريفٍ
و نَسمَةٌ صَباحِيةٌ
إختَلطَ بِها صَمتُ الشَوارعِ
مع لَحنِ باَئعٍ متجول
و قَطراتِ الندى
عُنوةً تَغزو المسكنَ الرثَ
و تُوقِظَ النِيامَ
لِتَفيقَ أشباحُ أجزائهِ
و ظِلُ البَقايا في الزَوايا
و مُخلفَاتُ أيامِي
و خَيالُ أَشياءٍ
فَتُلاحقُني في صَحوتي
و لاَ تَغرُب وقتَ هُجوعي
هو صِياحُ إصطِدامٍ عَنيفٍ
إرتِطامُ الحَاضرِ بالذاكِرة
و تَبعثُرِ أطيافِ النِيامِ و أماكِنهم
هنا و هناك
فهل أنتم مُستيقِظون !؟
فيا ليتَ يَرُدون
أو تُجيبُ أَماكِنهم
و أنَا مُرغمٌ
إتباعَ أثرِ الوَمضَات
و السَيرِ وراءَ اللحَظات
في الأنقَاذِ
ألَملِمُ أَشلاَء َ الدقَائِقِ
لأُكَونَ بعض ساعةٍ
فَأَعصر منها المَلامحَ
و قَليلٌ من أَلوانِ الشجرِ و الحَجرِ
و بعض الغُبارِ
و حِفنةُ تُرابٍ مَبلولٍ مساءً
و صوتُ طَرقِ البابِ
مَمزُوجٍ بأثرِ مَشيٍ
لِمُسنةٍ تَصحُبُ عُكازًا
هو صَدى تَآكلِ الأعوَامِ
في أَعمَاقِ الرُوحِ
ذَلكَ الصُراخُ لِأثرِ التَفاصيل
و هي تَسحَبُ المَاضي خَلفها
سَحبًا شَديدًا
لِتَتناثرَ شظاياهُ عُصبٌ و فُرَادَا
فَتَحتلُ حَالي ، ذَاتي و أجوَائي
و تُجرِدُني الصِفةَ
لِتُحولني لِشيءٍ بَالٍ من القِدَمِ
لِلقطَةٍ عَابرةٍ من ذَلكَ الأمسِ
هي نَفسُها مُتعبةٌ من تِكرَارِ نَفسِها
على نَفسِي
مُتعَبةٌ من العَرضِ
وقد أرهقها رُوتينُ الزمَانِ
فَرَمت بِثُقلها
على ثُقلِ أحزَاني
فَبِتُ أحمِلُ الجَمعَ
على جَسدي
و أثَرُ الأعرَاضِ واضِحةٌ
فلاَ الجرحُ يندملُ فَيشفَى
و لاَ الذَاتُ تَصبرُ فَتهنَأ .
/عبد السلام خليفة/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق